كرمت جامعة سيدة اللويزة الوزير اللبناني السابق ميشال اده تقديراً لعطاءاته وإنجازاته الأكاديمية والفكرية والاجتماعية، وقدمت له وسام الجامعة تتوسّطه العذراء مريم. واعتبرت الجامعة ميشال اده مثالاً في المعادلة اللبنانية، ومصدر وحي وإلهام لكل شابّ طَموح. وفي بيانها انه شخصية استثنائية طبعت لبنان والعالم من خلال شمولية فكر وعطاء. هو الذي حمل لبنان التاريخ في قلبه، ولبنان المستقبل في رؤيويته المثالية. عطاؤه اللامحدود جعل منه مثالاً وقدوة، والأكثر فخراً واعتزازاً لكل مؤمن بأزلية ستة آلاف سنة حضارة عمّت إشعاعاً وإشراقاً من بقعة صغيرة على حوض البحر الأبيض المتوسط إلى كل أصقاع الأرض. هذه الأخيرة التي ينزرع فيها اللبنانيون شهوداً لهذه القيمة، ورسلاً وأكثر. استهلّ اللقاء بكلمة لنائب رئيس الجامعة لشؤون الثقافة والعلاقات العامة سهيل مطر الذي رحّب بالجميع باسم جامعتين: جامعة سيدة اللويزة وميشال إده الشخصية الجامعة لنا جميعاً، و"بين هاتين الجامعتين جسور من المحبة والألفة والصلاة". ودعا مطر الى أن "نكون نحن المجتمع المدني الذي يتحمّل المسؤولية ونضع حدّاً لنستريح ونعود إلى الأصالة المارونية التي تجمعنا". أما رئيس الجامعة الأب وليد موسى، فاعتبر أن الجامعة تتكرّم بوجود ميشال إده. وقال: "إضافة إلى أنك يسوعيّ، فأنت مريمي بإمتياز لأن مريم تقول إفعلوا ما يقوله لكم". بعدها قدّم الأب العام بطرس طربيه والأب وليد موسى ومطر، الوسام لميشال إده. من جهته، شكر إدّه الجامعة على مبادرتها وهو "مدين بعميق الامتنان، أنتم أيها القيّمون على هذا الصرح الأكاديمي، المترسّخ بعطاءاته المعرفية والعلمية، والثقافية الإيمانية الروحانية الناصعة". وقال: "صحيح أن جامعة سيدة اللويزة "فتيّة العمر بالسنين، لكنها أثبتت عراقة أكاديمية طاعنة، وتبوّأت، باكراً موقعاً متقدماً، وحضوراً مرموقاً". أضاف: "إنها تتابع من موقعها، وتساهم في تطوير التراث الماروني العريق في إيلاء العلم والتعليم أهمية استثنائية جعلت المسيحية المارونية تتميز بحضور المدرسة بجوار كلّ كنيسة". ورأى، "أن التراث الماروني شاء أن يتلألأ كذلك باعتباره التعليم رسالة مجتمعية للكنيسة لا تقلّ شأنا عن رسالتها الروحانية... بل إن انتزاع لبنان موقع الصدارة الدائم في محيطه كبيئة تعليمية تربوية معرفية أكاديمية رائدة، إنما هو عائد بالدرجة الأساس، تاريخاً قديماً جداً، وحديثاً، معاصراً حاضراً، إلى دور الرهبانيات اللبنانية الرسولية. عائد إلى مبادراتهم، أفراداً ورهبانيات، للإرتقاء في الشأن التعليمي والتربوي دائماً وأبداً، وفي كلّ مناطق لبنان. ولمصلحة الخير المعرفي لكلّ اللبنانيين، لأبنائهم من كل عائلات لبنان الروحية". ودعا ألا "ننسى أن عراقة هذا التراث الماروني في التعليم ونشر العلم والمعرفة إنما بدأت تباشيرها وأينعت ثمارها منذ تأسست، خلال حبرية البابا غريغوار الثالث عشر بالفاتيكان، في عام 1584 المدرسة المارونية في روما". وختم: "أمّا اليوم وفي ظلّ الثورة العلمية التكنولوجية العاصفة، فإنه يحقّ لجامعتكم ولجامعات لبنان المارونية وغيرها العريقة الأخرى، أن تعتزّ بأنها وفرت للبنانيين أجمعين الثروة الأساسية الأولى التي يتملكونها، ألا وهي العلم الذي بات القوة المنتجة الأولى في العالم أجمع".