رام الله ـ وكالات
افتتح الفنان الفلسطيني نبيل عناني السبت، معرضه الجديد بعنوان "الأرض والناس" بمنزله في مدينة البيرة، في فكرة جديدة هي الأولى من نوعها في فلسطين، تهدف إلى وصول الفنان إلى جمهور أكثر تنوعا. والخروج عن السائد وعن تقليدية صالات العرض. وأوضح الفنان نبيل عناني فكرة إقامة المعرض في منزله قائلا: "هذه الفكرة ليست جديدة في العالم، ولكنها جديدة في فلسطين. فقد حضرت معرضا في منزل من قبل في لندن، وأعجبتني الفكرة كثيرا، وقررت أن أبادر بتطبيقها هنا". وأوضح: "عندما يكون المعرض في المنزل، يكون أكثر حميمية واللوحات تكون في مكانها الطبيعي، وليس في بيئة مصطنعة غريبة عليها". وأضاف عناني: "كانت هناك فرصة لي للحديث مع الضيوف جميعهم، وخاصة أنني متواجد في البيت في كل الأوقات على عكس ما يجري في العادة في صالات العرض، حيث يأتي الجمهور يوم الافتتاح وتكون هي الفرصة الوحيدة لأن يلتقي بالفنان، بالإضافة لحرية الفنان في أن يعرض ما شاء عددا ونوعا، وأن يختار ويحدد مواعيد الزيارة". أما بالنسبة للجمهور، الذي ارتاد المعرض بأعداد كبيرة، فأشار عناني إلى أن الجمهور في هذا المعرض اختلف كليا عن الجمهور في أي معرض آخر قام بتنظيمه، وقال: "هناك الفنان المحترف والهاوي والمتذوق والفضولي والأصدقاء والعائلة والمعارف والذين أتوا عن رغبة حقيقية في مشاهدة الأعمال وتناول كأس من الشاي والدردشة، وهذا أمر مختلف عن الجمهور التقليدي في صالات العرض. من جهة أخرى، عبر الجمهور عن سعادته بمشاهدة اللوحة في مكانها الطبيعي، كغرفة الجلوس، وغرفة الطعام، والمطبخ، فهناك عفوية وتحرر بقدر كبير من التكلف والاصطناع. أحد لوحات الفنان نبيل عناني أحد لوحات الفنان نبيل عناني كما تجول الحضور في أنحاء البيت الذي تصدرته لوحتان كبيرتان مثلتا عائلات فلسطينية بطابع أيقوني وهالة قدسية حضرت فيها بقوة الحياة الفلسطينية التقليدية ومدينة القدس والألوان الذهبية. ويتحدث عناني عن المرحلة الأخيرة قائلا: "بدأت هذه المرحلة من خلال لوحتين حول عائلات بيت لحم، كانت الأولى مستوحاة من صورة قديمة لعائلة دبدوب تعود إلى عام 1900، حيث تجد التراث الفلسطيني ظاهراً من خلال اللباس وكيفية وقوف الأشخاص المتواجدين في الصورة، واستمررت في البحث في الموضوع ذاته بعد هذه اللوحة، وأخذت أتناول العائلات المعاصرة بطابع قديم أيقوني، وأصبحت أركز على الأشخاص بشكل أكبر مما كنت أفعل سابقا". وأكد أن الهالة المقدسة في العصر الحديث هي هالة مختلفة، وهي تشمل البيوت والشجر والناس والحياة الفلسطينية. أما في المطبخ وفي غرفة الجلوس وفي الصالون فقد تنوعت الأعمال ومثلت مجموعة من آخر أعمال الفنان، من اللوحات الطبيعة الفلسطينية الغنية بشجر الزيتون، بعضها جاء على شكل مشهد بانورامي لشجر الزيتون بقياسات كبيرة. بينما تحولت بعض شجيرات الزيتون في مرحلة لاحقة إلى منظور بشري مرادف لشجر الزيتون في محاكاة واضحة للربيع العربي. ويقول عناني عن صور الزيتون: "هي عبارة عن انطباعات من قرى فلسطينية، فأنا أرى الزيتون تماما كالإنسان الفلسطيني، فليس هناك اختلاف، فالزيتونة هي رمز فلسطيني واقتصادي نعتمد عليه، وهناك هجمة إسرائيلية عليه تماما كالهجمة على الإنسان الفلسطيني". أما سبب تركيز الفنان على الحياة الفلسطينية والقرية والتراث، فيقول: "ركزت عليها طول حياتي، فأنا أحن إلى مرحلة الثمانينيات وأحاول أن أعود إليها الآن من خلال الأشخاص في لوحاتي، فهي أصفى مرحلة فنية، لأنها نابعة من تجربة عملية وحسية عالية". وأضاف: "بعض لوحاتي الأخيرة تناولت الجدار وهي المرة الأولى، فكان من الصعب عليّ أن أرسم المستوطنة أو الجدار لأنني لا أتقبل ذلك نفسياً، ولكنني تمكنت من تناول الجدار والمستوطنات دون أن تخلو اللوحة من القرية الفلسطينية الجميلة".