لندن – العرب اليوم
تلقى مريض بسرطان الأمعاء يبلغ من العمر 58 عاما علاجا إشعاعيا، خلال إجرائه عملية جراحية، وذلك في المرة الأولى من نوعها في بريطانيا، باستخدام جهاز متنقل.
وكان المريض، وهو من ساوثهامبتون في هامبشاير، قد أتم رحلة علاجية مزجت بين العلاج الكيميائي والإشعاعي التقليدي، في أغسطس/ آب الماضي.
وخضع المريض لعملية جراحية دقيقة في مستشفى ساوثهامبتون العام الخميس الماضي، حيث أعطي جرعة كاملة من العلاج الإشعاعي في غرفة العمليات.
وأصبح هذا الإجراء متاحا عبر استخدام جهاز موبيترون Mobetron، وهو أول نظام متنقل قادر على إعطاء العلاج الإشعاعي باستخدام أشعة الكاثود أو ما تعرف بأشعة الحزم الإلكترونية، أثناء العمليات الجراحية والمعروف اختصارا بـ (IOERT).
ويعد هذا النظام صيغة مكثفة من العلاج الإشعاعي المستهدف، الذي يعطى للمريض أثناء إجراء العملية الجراحية، لعلاج طيف متنوع من السرطانات المتقدمة، التي يصعب استئصالها أو علاجها.
وباستخدام أحدث التقنيات، يعطى الإشعاع عن طريق الحزم الإلكترونية عالية الطاقة، والتي توجه بدقة إلى أماكن محددة داخل الجسم بعد إزالة الخلايا السرطانية فورا.
وتمكن هذه التقنية الجراحين واختصاصي الأورام السرطانية من إعطاء جرعات عالية، للمناطق الأكثر عرضة لعودة السرطان إليها، بدون التسبب في أضرار للأنسجة أو الأعضاء السليمة المحيطة، كما يحدث مع العلاج الإشعاعي التقليدي الخارجي.
ويقول الجراح نيل بيرس: "إنها لحظة مهمة في علاج السرطانات المتقدمة في بريطانيا. وتعد هذه التقنية في طليعة الطرق الحديثة لعلاج الأورام بالإشعاع".
وأضاف: "إن تقنية IOERT باستخدام جهاز موبيترون تعد نموذجا آمنا وفعالا من الرعاية، في علاج السرطانات المعقدة، في عدد كبير من مراكز علاج الأورام الدولية المعروفة، ويمكن لساوثهامبتون أن تعتبر نفسها من الآن فصاعدا ضمن تلك المجموعة من المراكز".
وباستخدام الطريقة التقليدية من العلاج، والتي تتضمن إعدادا يدويا لجهاز يستهدف منطقة الورم وليس الخلايا السرطانية فحسب، فإن الأطباء يضطرون لخفض الجرعات، لحماية الأنسجة والأعضاء المحيطة.
ويزن جهاز موبيترون طنين، ويساوي حجمه 1/8 (ثُمن) من حجم جهاز العلاج الإشعاعي التقليدي، ويستخدم خصيصا لتقنية IOERT، ويمكن نقله بين غرف العمليات أو الأماكن المختلفة عبر عجلات، مع إمكانية استخدامه لعلاج العديد من المرضى في أماكن مختلفة كل يوم.
وتم اختبار النظام التقني من جانب خبراء في المختبر الفيزيائي الوطني في لندن، وذلك قبل نقله إلى ساوثهامبتون في يونيو/ حزيران من العام الماضي، وسوف يستخدم مبدئيا في علاج المرضى المصابين بأورام سرطانية في البنكرياس والقولون والمستقيم والغدد الصماء والمثانة.