الدوحة - العرب اليوم
أعلن الهلال الأحمر القطري عن تخصيص 5 ملايين دولار أمريكي لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة لآلاف من العائلات الليبية العائدة إلى مدينة سرت شمالي ليبيا، في ظل تدهور كافة القطاعات والظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها الأهالي هناك. وأوضح الهلال الأحمر القطري، في بيان صحفي اليوم، أن هذا الدعم المقدم من صندوق قطر للتنمية يغطي الاحتياجات الأساسية في القطاعين الإغاثي والصحي لمدة ستة أشهر، بينما يمتد إلى عام في قطاع المياه والإصحاح، ويستفيد منه ما يقارب 79,400 شخص يعيشون في مدينة سرت.
وأشار إلى أنه تم مسبقا تخصيص مبلغ 500 ألف دولار من الدعم القطري لدعم النداء العاجل الذي أطلقته الأمم المتحدة في 19 سبتمبر 2016 لتوفير 10.7 مليون دولار أمريكي لتقديم المساعدات الإنسانية لأهالي سرت، وتغطية الاحتياجات لمدة أربعة أشهر من سبتمبر إلى ديسمبر 2016، مع التركيز على توفير الأدوية والمستلزمات الطبية العاجلة في 7 مراكز صحية ومستشفى ابن سينا المركزي. أما عن المرحلة المقبلة، فقد لفت الهلال الأحمر القطري إلى أن صندوق قطر للتنمية خصص مبلغ 1.325.000 دولار من إجمالي دعم الصندوق لمدينة سرت لإمداد المستشفيات والمراكز الصحية بالأدوية والمستلزمات الطبية والأجهزة الأساسية
بالإضافة إلى الموارد البشرية المتخصصة ومستلزمات تشغيل هذه المرافق التي ستؤمن الخدمات الطبية للمواطنين. كما تم تخصيص مبلغ 650.000 دولار لتوفير الخدمات الطبية عبر القوافل الطبية المتنقلة للمناطق الريفية والمناطق التي لا تتوافر فيها مستشفيات ومراكز صحية، فيما خصص مبلغ 1.061.193 دولارا لتوفير مستلزمات الإغاثة من مواد الإيواء للعائلات التي فقدت ممتلكاتها. وقال الهلال الأحمر إن هذا الدعم يأتي ضمن الخطة الإغاثية التي تشمل 1.519.750 دولارا مخصصة لتوفير المياه الصالحة للشرب ومستلزمات النظافة الشخصية لما يقرب من 90.000 شخص. وأوضح أن جميع المواد الإغاثية سيتم العمل على توفيرها من تونس لضمان سرعة الاستجابة وتوافرها في الوقت المناسب، وذلك من خلال اختصار العديد من الإجراءات اللوجستية.
من جهته، أوضح السيد خليفة بن جاسم الكواري المدير العام لصندوق قطر للتنمية: أن المنحة المقدمة من الصندوق ستساهم في التخفيف من معاناة المتضررين، خاصة في القطاعات الحيوية كالقطاع الصحي وقطاع المياه والاحتياجات الأخرى، مؤكدا أن هذه المنحة والتدخل الإنساني لإغاثة أهالي مدينة سرت جزء من الخطة الإنسانية التي تلتزم بها دولة قطر للتخفيف من المعاناة الإنسانية، كما أنها تندرج ضمن خطة الاستجابة الإنسانية التي تم إعدادها لعام 2016 من قبل صندوق قطر للتنمية، والتي تشمل إغاثة مدينة الفلوجة بالعراق بالإضافة إلى منحة لإغاثة الشعب السوري
ونوه السيد الكواري بالشراكة الاستراتيجية الفاعلة التي تقوم على أساس متين وتجارب سابقة بين الصندوق والهلال الأحمر القطري، بصفته منظمة إنسانية دولية لديها القدرة على الوصول إلى الكثير من المناطق التي تعاني ظروفا إنسانية صعبة. ومن جانبه، قال السيد علي بن حسن الحمادي الأمين العام للهلال الأحمر القطري "نتيجة للأوضاع غير المستقرة التي انعكست على الوضع الإنساني في ليبيا عامة، فإن هناك عدة قطاعات تعاني من التدهور، وخاصة القطاع الصحي الذي يعاني من نقص كبير في الأدوية والمستلزمات الطبية والكوادر البشرية المؤهلة، بالإضافة إلى تضرر شبكات مياه الشرب وفقدان موارد وممتلكات المواطنين". وأشار إلى أنه مع بدء العودة الطوعية للسكان إلى مدينة سرت، أصبح من الضروري على الهلال الأحمر القطري وبقية المنظمات الإنسانية سرعة الاستجابة لتقديم الخدمات الإنسانية الأساسية لأهالي المدينة.