عمان - ايمان يوسف
عملت الفتاة الأردنية فداء العملة في مركز الحسين للسرطان لفترة من الزمن، ما فتح أمامها آفاقًا معرفية بأن علاج مرض السرطان يحتاج إلى عزيمة وشجاعة وإيمان قوي بالقدرة على التعايش مع المرض، أو حتى الشفاء منه إذا كان في مراحله الأولى. وبادرت العملة، بعد أن أنهت عملها في المركز، إلى تأسيس مبادرة أطلقت عليها "مبادرة محاربي السرطان"، بهدف تشجيع المرضى وبث الأمل فيهم من خلال الاستماع إلى تجارب الآخرين، ودعوة كل من له صلة بالمرض بصورة مباشرة أو غير مباشرة للانضمام إلى المبادرة، لتقديم الدعم النفسي والمعنوي إلى المرضى من خلال تبادل التجارب وقصص النجاح والتحديات التي تواجه المرضى، وكيفية التغلب على المرض .
وقالت العملة إن المبادرة، والتي ستعقد اجتماعها الأول في وجود المرضى الذين تغلبوا على مرضهم وتعافوا، ورسموا قصص نجاح وأمل مغلفة بطموحهم، مضيفة: "مرض السرطان ما هو إلا تحدٍ للناس وهم قادرون على تخطيه لإيجاد منحنى جديد، يأخذهم إلى حياة جديدة مليئة بالعطاء، فإلإنسان أقوى من أن يضعف أمام شيء أضعف منه، فخلايانا وجسمنا وعقلنا وإرادتنا وطموحنا وإيماننا أقوى من أن نكون أشخاصًا ضعفاء، فلننشر فكرة أن السرطان اختار أشخاصًا منا لأنهم أقوى". وأشارت، في تصريحات إلى "العرب اليوم"، إلى أن للمبادرة هدفين، الأول قريب الأمد، ويتمثل في عقد اجتماعات للتعارف لكل من لهم صلة مباشرة وغير مباشرة بهذا المرض، لتبادل كل ما يحتاجوه من خبرات ونصائح قد تكون نقطة لبداية حياة جديدة لمريض آخر، وإيجاد قواسم مشتركة بين محاربي السرطان واهتماماتهم لإشباع احتياجاتهم وطموحهم، إضافة إلى استضافة أشخاص من ذوي الخبرة في هذا المجال، من أطباء مختصين، وأخصائيي دعم نفسي، وأخصائيي تغذية، لمناقشة مواضيع تهم محاربي السرطان في تخطي صعوبات قد تواجههم، ويكونون على قدر من الثقة بالعطاء في هذا المجال والقيام بأنشطة ترفيهية واجتماعية من شأنها رفع معنويات محاربي السرطان، وإدماجهم في فعاليات تفيدهم وتفيد المجتمع، موضحة أن أول اجتماع للمبادرة سيُعقد في 23 سبتمبر / أيلول 2017.
وأكدت العملة ان الهدف الثاني البعيد الأمد هو تأسيس "نادي محاربي السرطان"، لجعله بيتًا لكل شخص يحتاج إلى دعم، ويحتوي على مساحات تلبي احتياجات ورغبات مريض السرطان أو من تعافى منه أو أي شخص من أقارب المريض، وإنشاء بازارات تهدف الى التوعية بالمرض، وتخصيص مكان للأطفال لتخطي آلامهم . وتتوقع العملة أن تضم المبادرة محاربي السرطان والناجين منه، وأقرباء المرضى، والمرضى أنفسهم، والمهتمين الذين خاضوا أو لم يخوضوا تجربه المرض ولكن لديهم رغبة في المساعدة لإعطاء الإرادة والأمل لمحاربي السرطان.