القاهرة - العرب اليوم
يصبح القلب، عند تعرّضه إلى أزمة، عاجزاً عن ضخ الدم إلى مختلف أنحاء الجسم، بما فيها خلاياه التي تصاب هي الأخرى بالضرر لعدم نيلها ما تحتاجه من الدم الذي يحمل معه الغذاء والهواء، وكثيراً ما تبعث الأزمة القلبية بعوارض تحذيرية لا يأخذها المريض على محمل الجد، ما يعرّضه لعواقب خطيرة جداً قد تصل إلى حد الوفاة، إذ إن الغالبية العظمى من المرضى تظن بأن هذه العوارض ليس مصدرها القلب فتتصرف باستخفاف وكأن شيئاً لم يحصل، على أمل أن ترحل العوارض من تلقاء نفسها، وهذا بلا شك سلوك خاطئ، لأن السيناريو المرعب يقع فتقل فرص النجاة من موت حتمي.
وتدفع آلام الصدر والذراع أو آلام الكتف أو الرقبة أو الفك السفلي، أصحابها إلى طلب المشورة الطبية فوراً ومن دون تأخر من أجل نفي وجود أي خطر يتعلق بالقلب وبحدوث أزمة قلبية، لكن يخطئ من يعتقد بأن الآلام المذكورة أعلاه هي العلامات التحذيرية الوحيدة للأزمة القلبية، فهناك إشــارات تحذيرية أخرى يجب عدم الاستـــهانة بها، حتى ولو كـــان بعـــضها بســـيطاً، وفي ما يــأتي عـــرض لهذه الإشارات التي يجب القلق في شأنها
الخفقان، من وقت إلى آخر قد نصاب بالخفقان جراء الغضب أو بسبب تغيّر في المزاج، وهذا أمر طبيعي، لكن حصول الخفقان بوتيرة مستمرة يجب أن يدفع بسرعة إلى الاتصال بالطبيب، لأن الخفقان قد يكون إشارة إلى وجود خلل في نظم القلب لا بد من علاجه من أجل استعادة النظم الطبيعي الذي يسمح بالتروية الدموية الطبيعية لكل أعضاء الجسم، والشعور بنوبات مباغتة من التعب من دون سبب واضح يمكن أن يكون علامة تحذيرية مهمة بأن القلب في ورطة تحول دون حصوله على كمية وافية من الدم بسبب خلل ما في الشرايين التي تغذيه، والدوخة، فإذا كنت تعاني من الدوخة في شكل متكرر طيلة النهار فمن غير المستبعد أن يكون القلب غير قادر على ضخ ما يكفي من الدم إلى الدماغ الذي يبدأ بالاستغاثة.
وإذا تصبب العرق من جسمك في الليل أو في النهار، على رغم أنك لا تبذل أي جهد وعلى رغم برودة جو الغرفة، فقد يكون القلب يعاني من شرايينه المتضيقة أو المسدودة التي يحاول بذل قصارى جهده لضخ الدم عبرها من دون أن يتمكن من تأمين التروية الدموية المناسبة إلى مختلف أنحاء الجسم، ويشير انتفاخ القدمين والكاحلين، إلى أن الجسم يحبس كمية من السوائل أكثر مما يجب، ويمكن أن يحدث هذا الأمر نتيجة سوء دوران في الدم قد يكون سببه وجود مشكلة قلبية لا بد من إجراء التحريات اللازمة في شأنها.
ويحدث اللهاث وضيق التنفس، عادة أثناء القيام بجهد، لأن القلب يزيد من قدرته على ضخ الدم إلى العضلات العاملة. أما إذا حصل اللهاث من دون أي جهد فهذا دليل على وجود معاناة في القلب تمنعه من نقل ما يكفي من الدم إلى الرئتين فتصابان بالاحتقان ما يؤدي إلى صعوبة في التنفس. يستبعد كثيرون ارتباط اللهاث وضيق التنفس بمرض في القلب بسبب الاعتقاد الخاطئ بأن هذين العارضين يرتبطان بالرئتين وليس بالقلب.
ومن الأعراض أيضًا، اكتساب الوزن السريع. إن الأشخاص الذين يعانون من أمراض في القلب قد يكتسبون وزناً زائداً خلال فترة قصيرة بسبب تراكم السوائل في الجسم، لذا يجب طلب المشورة الطبية لاستيضاح أبعاد هذه الزيادة السريعة في الوزن، والغثيان وفقدان الشهية وعسر الهضم، فإذا حصلت هذه العوارض بصورة مفاجئة وغـــير معـــتادة وليـــست لها علاقة بأي مرض أو طعام، فإنه يجب القلق في شأنها لأنها قد تكون مؤشراً لمشكلة ما في القلب. وتشيع مثل هذه العوارض عند النساء والمسنين.
ويعتبر صوت الشخير المرتفع، إشارة واضحة إلى أن الجسم يبذل طاقة كبيرة للحصول على كمية كافية من الأوكسيجين. ويؤدي الشخير إلى توقفات تنفسية أثناء النوم تعوق عملية وصول الأوكسيجين إلى القلب. وكشفت دراسات وجود علاقة ما بين هذه التوقفات والإصابة بأزمة قلبية، ولا تتأخر عن زيارة طبيب الأسنان إذا كانت لثتك متورمة أو محمرّة أو نازفة، فقد بينت دراســـات أن الأشخاص الذين يعانون من التهابات في اللثة هم أكثر عرضة للإصابة بالأزمة القـــلبية، لأن البــكتيريا المسببة للالتهاب تعبر إلى الدم ومنه إلى القلب محدثة فيه مشكلات لا تخطر في البال، وإذا كنت تقضي ساعات في فراشك من دون أن تغفو وتعاني من عارض أو أكثر من العوارض التحذيرية الأخرى، فلا تتردد في استشارة الطبيب لأن القلب قد يكون مصدر المشكلة.
وفي النهاية لا بد من الإشارة إلى نقطة في غاية الأهمية وهي أن العلامات التحذيرية للأزمة القلبية المذكورة أعلاه قد تغيب لدى نسبة لا بأس بها من المرضى، وحتى الآن لم يتمكن العلماء من تحديد سبب غياب هذه العلامات المنذرة، لكنهم يأملون بأن تؤدي البحوث العلمية إلى إماطة اللثام عن هذا الموضوع.