الخرطوم- محمد إبراهيم
نفذ أطباء السودان الخميس، إضراباً شاملاً عن العمل في جميع مستشفيات البلاد، وتوقفت خدمات الطوارئ في مشافي العاصمة الخرطوم عقب تنفيذ آلاف الأطباء إضرابًا عن العمل احتجاجًا على تردي البيئة ونقص الخدمات فضلاً عن تزايد حالات الاعتداء على الأطباء حال فقدان المريض لحياته، وفي المقابل رفض الاتحاد المهني العام للمهن الطبية والصحية، الذي يضم أطباء الأسنان والكوادر المساعدة، الإضراب وقال إنه ضد أي إضراب أو توقف عن العمل.
واندلعت الشرارة، الاثنين الماضي حيث احتشد مئات الأطباء في مستشفى (بحري) شمالى الخرطوم، لإعلان تمسكهم بالإضراب، وأكد متحدثون من لجنة أطباء السودان المركزية "وهي كيان موازٍ لاتحاد الأطباء" خلال الوقفة الإحتجاجية أمام المستشفى، إن رفع الاعتصام رهين بتوفير الأجهزة والمعدات بأقسام الطوارئ وتحسين بيئة العمل ، وإصدار تشريعات تحمي الأطباء أثناء ممارستهم للمهنة.
وأعلنت لجنة الأطباء المركزية التوقف عن العمل بكل مستشفيات السودان لـ "الحالات الباردة" بمعني أنهم سيواصلون عملهم في أقسام الإصابات والطوارئ دون متابعة حالات المرضى المنومين في الغرف، واستمرار الإضراب فى "9" مستشفيات في العاصمة المثلثة، وعقدت لجنة الأطباء في الخرطوم إجتماعًا الأربعاء، وأوضحت أن الأطباء أكدوا علي استمرار الإضراب في أقسام الطوارئ في مستشفيات الخرطوم، على أن ينتقل التنسيق إلى كل ولايات السودان التي يشملها الإضراب الخميس، وأكدوا على تمسك اللجنة بمطالب الأطباء وعدم الالتفات إلى تهديد وزارة الصحة بمعاقبة المضربين، وشمل الإضراب "9" مستشفيات في العاصمة الخرطوم، وهي مستشفى أم درمان الذي اندلعت منه الأزمة، والمستشفى السعودي أم درمان، وفي الخرطوم مستشفى ابن سيناء والمستشفى السعودي ومستشفى إبراهيم مالك.
وفي بحري مستشفى حاج الصافي، والشهيد علي عبد الفتاح في ضاحية الدروشاب شمال ومستشفى بحري، و مستشفى الدايات أم درمان " أكبر مستشفى تخصصي للولادة في السودان، بالإضافة إلى مستشفى بشائر جنوبي الخرطوم الذي دخل في الإضراب اعتباراً من الخميس، وكشفت لجنة الأطباء عن تهديدات من وزارة الصحة عبر خطاب تم تعميمه على المستشفيات ومجموعات الأطباء في مواقع التواصل الاجتماعي تتوعد فيه بمعاقبة المضربين، وجاء التهديد نصًا أن "أي نائب أخصائي يتوقف سوف يتم إرجاعه إلى المجلس، يقوم المجلس بتجميد التدريب حتى ولو كان على النفقة الخاصة، سيتم إرجاع أي طبيب امتياز لوزارة الصحة إدارة التدريب، وستقوم الوزارة بتجميد الفترة الحالية له و توزيعه في الولايات فقط".
وأفاد التعميم أن أي طبيب تتم معاقبته سيضاف لقائمة الحظر من السفر خارج السودان عبر المطارات، على أن تقوم المستشفيات الكبيرة بتعيين أطباء مقيمين في الطوارئ وداخل المستشفى، وفي المُقابل اتهم وزير الصحة في ولاية الخرطوم مأمون حميدة في اجتماع إلتئم في مقر حزب المؤتمر الوطني الحاكم "قوى اليسار" باستغلال الأحداث لتحقيق أهداف سياسية ليتزامن الإضراب مع العاشر من أكتوبر/تشرين أول وهو الموعد المحدد لختام مؤتمر الحوار الوطني.
وشددّ الوزير على أن بقائه في منصبه أو استقالته ليست هي المشكلة وقال "إن القضية إن كانت ستحل باستقالته لقدمتها في الحال ولكنه وصف الإضراب بالسياسي منذ يومه الأول" .
وأعلن نقيب الأطباء عبد اللطيف عشميق في مؤتمر صحافي الأربعاء، نهاية الاضراب، وقال إن "مستشفى أم درمان استأنفت العمل، وحوادث بحري ستعمل خلال الـ24 ساعة المقبلة وبقية الأقسام بها الأسبوع المُقبل.ولم يستبعد عشميق سعي جهات لتسييس قضية الأطباء، وقال " إلى الآن لم تتحول لسياسية لكن إذا بدأ سقف المطالب يرتفع عند كل حل لمشكلة فذلك يؤشر لتصعيد سلبي وأنها باتت سياسية".
واعتبر النقيب لجنة الأطباء المركزية التي تقود الإضراب بأنها جسم غير مُعترف به وليست مُسجلة ولا يُتعامل معها كجهة إعتبارية، وفي السياق أعلنت عدد من أحزاب المعارضة في السودان دعمها لإضراب الأطباء ووصفتهم قضيتهم بالعادلة، وأعلن حزب المؤتمر السوداني المعارض دعمه لإضراب الأطباء وأفاد فى بيان صحافي الخميس تحصلت عليه "العرب اليوم " ودعا لمواصلة إضرابات الأطباء عن العمل و توسع دائرتها فى ظل واقعٍ صحي متردٍِ وقال "إن المستشفيات والمراكز العلاجية لم تعد تحمل من اسمها عدا اللافتات الرثة".
وحمّل المؤتمر السوداني في بيانه الحكومة تدهور الأوضاع الصحية وقال "إنها تخلت عن واجبها فى الرعاية الطبية لصالح استثماراتها في مجالات الطب والصحة و لصالح دعم حروبها التي تشنها في عدد من ولايات البلاد".وأشار البيان إلى معاناة المستشفيات من الانهيار التام في بيئة العمل ومن انعدام الخدمات التشخيصية و من غياب وتردي الخدمات العلاجية.واستمر الإضراب الخميس، في أغلب المستشفيات عدا الحالات الطارئة التي تعهد الأطباء برعايتها من واجبهم الإنساني مع محاولات ووساطات من بعض الجهات لإثناء الأطباء عن الإضراب وتعهدات بتحقيق مطالبهم.