دمشق - نور خوام
أكدت مصادر طبية في مدينة اللاذقية السورية انتشار مرض نادر بين السكان، يسمى "متلازمة غيلان باريه"، وهو اضطراب نادر في الجهاز المناعي للإنسان، يعمل على مهاجمة الخلايا العصبية، وتبدأ أعراضه بالشعور بضعف عام وخدر في الأطراف، وينتشر هذا المرض بسرعة، و ينتهي بإصابة المريض بالشلل العام، مما يجعل هذا المرض حالة خطيرة وعاجلة تستوجب دخول المستشفى لتلقي العلاج في أسرع وقت.
وأشارت المصادر إلى وصول 14 حالة إلى مستشفيات المدينة خلال اليومين الماضيين، وأن الأطباء يتعاملون مع المرض كحالة طبيعية، ولم يعتبروا أنه وصل لمرحلة الوباء، رغم ما يسببه من نتائج كارثية على المرضى، فيما أشارت مصادر أخرى إلى أن عدد الحالات كثير جدًا،وأن ادارات المستشفيات تتعمد تسجيل الحالات على أنها اضطرابات تنفسية أو هضمية.
وأكد نقيب أطباء مدينة اللاذقية، الدكتور غسان فندي، خلال اتصال هاتفي مع إذاعة محلية، أن هذا المرض غير معدٍ، ولا يمثل وباء، ويشفى منه 90% من الحالات التي تصاب به، مع بقاء مشاكل حركية في بعض الأطراف (شلل )، قد تستدعي علاج فيزيائي طويل الأمد.
وعن عدد الإصابات، قال "فندي" إن المعدل الطبيعي للإصابة هو ثلاث حالات لكل 100 ألف شخص سنويًا، وأن عدد الإصابات في اللاذقية يستوجب الحذر وأخد الاحتياطات من قبل السكان. وأكد "فندي" أنه بعد أخذ العينات من المرضى وتحليلها لم يتبين وجود أي رابط بين الحالات، وأن منشأ المرض ليس واحد، ولا يمكن الاجتهاد حاليا و تحديد السبب، مشيرًا إلى أن المرضى دخلوا إلى المستشفيات بأعراض اضطرابات تنفسية أو هضمية.
وحول طرق الوقاية، قال نقيب الأطباء إنه من الضروري الانتباه لسلامة الغذاء، وعدم إهمال الأمراض التنفسية والهضمية، حتى لو كانت عارضة، لافتًا إلى أنه على النساء الحوامل عدم الاختلاط مع أشخاص تعرضوا ﻷعراض مشابهة.
ورفض نقيب الأطباء تشبيه مرض "غيلان باريه" بوباء "زيكا"، المنتشر في أميركا الجنوبية، كما رفض ربط انتشار المرض بوجود الجنود الروس في مدينة اللاذقية، وتوقع أن يكون سبب النسبة المرتفعة للإصابة هو وجود أعداد كبيرة من النازحين من المحافظات الأخرى.
وكانت بعض التعليقات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قد أكدت أن عدد الإصابات كبير، وأن العدوى انتشرت بين السكان، الذين اختلطوا مع الجنود الروس، قرب قاعدة "حميميم"، فيما قال البعض الآخر إن تناول الأغذية المعلبة الروسية، المقدمة كمساعدات، هو السبب الرئيسي للإصابة.