واشنطن ـ وكالات
على عكس التصور الشائع بين العامة أن السيدة الحامل يجب أن تأكل كميات مضاعفة من الطعام من أجل ضمان تغذية كافية للطفل، ثبت أن الأهم هو حصول السيدة الحامل على نظام غذائى صحى كى يساعد الجنين على تجنب تعرضه لمستويات عالية من الأنسولين والجلوكوز، واللذان يمثلان علامتين أساسيتين على الإصابة بالبول السكرى والمتلازمة الأيضية. لذا فإن نوعية الأطعمة التى تتناولها السيدة أثناء فترة الحمل تلعب دوراً هاماً فى نمو الجنين ومستوى الجلوكوز والأنسولين فى جسم الطفل عند ولادته. وأوضح موقع "العربية. نت" أن دراسات سابقة أثبتت أن الطعام الغنى بالدهون أثناء الحمل يمكن أن يؤدى بالطفل للإصابة بالبول السكرى حتى وإن لم تكن الأم من مريضات البول السكرى أو تعانى البدانة. ففى الدراسة الحالية التى نشرت مؤخراً بجريدة the European Journal of Clinical Nutrition، عمد الباحثون بجامعة Complutense الأسبانية على فحص النظام الغذائى أثناء هذه الفترة الحساسة من حياة الجنين، والتى تشهد نمو الخلايا من حيث العدد والحجم. وقد أشارت دراسات سابقة إلى أن نقص تغذية الأم الحامل يؤدى لنقص إمداد الجلوكوز للأنسجة الأخرى فى جسم الجنين حتى يسمح للمخ بالحصول على ما يكفيه من الجلوكوز مما يؤدى إلى تقليل نمو الجنين. وصرح كاتب الدراسة فرانسيسكو سانشيز مونيز من الجامعة، أن "تأثير الخلل بين الدهون والبروتينات والكربوهيدرات فى غذاء الأم ليس معروفا على وجه الدقة حتى الآن، بمعنى آخر ليس معروفا بشكل دقيق تأثير النظام الغذائى الغربى الذى يختلف بشكل كبير عن نظام البحر المتوسط على الأم الحامل". وتمثل هذه الدراسة جزءا من دراسة موسعة تختبر صحة الأم والمولود، وقد أظهرت هذه الدراسة أن الأطفال يولدون بمعدل 3.3 إلى 3.5 كيلوجرام إذا ما كانت الأمهات تغذت بقدر كاف من الطعام الغنى بالطاقة. وأعرب مونيز عن دهشته من أن كثيرا من السيدات لا يغيرن من النظام الغذائى الذى يتبعنه أثناء فترة الحمل، وأن أكثر من نصف الأمهات يتبعن نظاما غذائيا منخفض الكفاءة النوعية، لاحتوائه على كميات كبيرة من المنتجات الحيوانية الغنية بالدهون المشبعة على حساب المواد الكربوهيدراتية التى يحصلون عليها من الخضروات والحبوب. وتؤكد الدراسة على تأثير سوء تغذية الأم الحامل على الجنين، حيث يؤثر هذا الطعام غير الصحى فى نمو بنكرياس الجنين، كما يزيد من تركيزات الأنسولين والجلوكوز لدى الطفل عند الولادة.