القاهرة - سهير محمد
أكّد الفنان حسين فهمي أن التكريم للفنان يشعره أنه قدم شيئًا مهمًا في حياته، ويكون هناك قيمة للتكريم عندما يأتي من وطنك وناسك، مشيرا إلى أن تكريم الفنان أهم في حياته وليس بعد أن يصبح ذكري، وهذا تعلمته عندما كنت رئيسًا لمهرجان القاهرة، حيث كرمت عدد من الفنانين الذين رغم قيمتهم الفنية وتاريخهم إلا أنهم لم يحظوا بتكريم يليق بموهبتهم مثل مهندس الكوميديا فؤاد المهندس وفيروز وأحمد مظهر.
وفي مقابلة مع "العرب اليوم" تحدث فهمي عن تكريمه مؤخرا في مهرجان الإسكندرية قائلا : "هذا المهرجان من المهرجانات العريقة، وسبق أن كرمني في أحد دوراته السابقة، وكنت أتمني أن يحضر تكريمي أصدقاء مقربين جدا من قلبي وهما الراحلين نور الشريف ومحمود عبد العزيز، لذلك طلبت من رئيس المهرجان الأمير أباظة إهداء هذه الدورة لصديقي محمود عبد العزيز".
ونفي فهمي أن يكون هناك نية لديه للاعتذار عن تكريم مهرجان الإسكندرية مؤكدا أن هذه إشاعة هدفها التشويش على المهرجان، مشيرًا إلى أن اختيار أزمة الهجرة غير الشرعية لمناقشتها ضمن محاور المهرجان هو ذكاء شديد وقال :للأسف هذه أزمة كبيرة تحتاج لجهد كبير والتركيز عليها فنيا لأن نتائجها خطيرة فهي ليست مشكلة مصر فقط وإنما هي مشكلة دول البحر المتوسط بأكملها، ومكافحة هذه الظاهرة ليس من دور الدولة فقط وإنما كل القائمين على صناعة السينما وشركات القطاع الخاص، فمن الممكن تقديم هذه القضية سينمائيا وتحقق ربح أيضا".
وتابع قائلا :"أنا ضد تدخل الدولة بشكل مباشر في الإنتاج، لأن الفن مهنة حرة لا تقبل أي قيود ولا يتحكم فيها بيروقراطية، بدليل أن مؤسسة السينما لم تستمر بشكل ناجح، وعدد الأفلام التي قدمتها في أوج نجاحها ليست كبيرة، لكن من الممكن أن تساعد القطاع الخاص بتسهيل التصوير في الأماكن الأثرية وعدم تضييق الخناق عليهم، وأيضا توفير المعدات والأسلحة في حال إذا كان الفيلم الذي يتم إنتاجه فيلم تاريخي أو حربي كما فعلت الدولة مع أسيا في فيلم "الناصر صلاح الدين".
وأشاد فهمي بتكريم يوسف شاهين ومكانته في السينما الجزائرية قائلا :شيء جيد وخطوة مهمة في المهرجان فالحديث عن سينما شاهين ليس فقط في السينما الجزائرية ولكن في السينما العربية لا ينتهي، وستظل أفلامه لسنوات كثيرة مقبلة يتعلم منها الأجيال، أما علاقتي بشاهين فلها تاريخ طويل فهو لم يكن مجرد مخرج شاركت في أفلامه ولكن كان أستاذي الذي أتعلم منه وأوقات أختلف معه، وهذا حدث في فيلم "العصفور" عندما اشتدت حدة النقاش بينا بسبب أنه لم يوصل لي مغزى أحد المشاهد، لكن مع هذا الاختلاف كانت تجمعنا نقاشات وجلسات طويلة لا يمكن أن نمل منها، وأنا سعدت جدا لأني كرمته في حياته بمهرجان القاهرة أثناء رئاستي له".
وتحدث فهمي على مشاركته في مسلسل "السر" قائلا : هذه هي تجربتي الأولى في المسلسلات الطويلة ذات الـ60 حلقة ويضم فريق عمل رائع ومخرج صاحب رؤية وهو محمد حمدي والمؤلف حسام موسى، مضيفًا :" فكرة العمل تقوم على وجود سر في حياة كل منا يخفيه عن الآخرين ويسيطر على حياتنا"، كاشفًا عن أسباب ابتعاده عن السينما والمسرح وتركيزه أكثر في الدراما التليفزيونية قائلا : "السر أن الأدوار التي تُعرض عليّ في التليفزيون مغرية ومهمة وتناسب تاريخي الفني، وليس معني ذلك أنني لا أحب السينما أو المسرح، بالعكس فلكل منهم سحره الخاص، فمثلا قدمت في المسرح أعمال مهمة مثل أهلا يا بكوات وسحلب وزكي في الوزارة، وكان من المفترض أن أعود للمسرح القومي بعمل للكاتب لينين الرملي لكن انشغالي منعني".
وأضاف فهمي أنه يوافق أن يترشح الرئيس السيسي لفترة رئاسية ثانية حتى يستكمل ما بدأه لذلك أنضم لحملة "مع السيسي للحصاد".
على جانب آخر، تحدث حسين فهمي على بعض الجوانب الشخصية قائلا : أنا إنسان لا أستطيع أن أعيش بدون حب، لكن التجارب التي مررت بها في الزواج جعلتني أتوب عنه، فلا فرق بين المرأة المصرية والأجنبية في طبيعتهم المرأة هي المرأة"، كما كشف أن اسعد لحظاته يعيشها مع أحفاده الذي ينادوه بـ"حسين" وليس جدو، مشيرا إلى أنه يجمعهم به صداقه كبيرة.