القاهرة - الجزائر اليوم
أكّد الفنان اللبناني وائل جسار أنّه مستعد للمشاركة في أي عمل فني يدعم متضرّري انفجار «مرفأ بيروت»، وأوضح أنّه سعيد جداً بنجاح أغنياته بالفيلم المصري «توأم روحي».
وقال وائل جسار في حواره مع «الشرق الأوسط»، إنّ وطنه يمرّ بمرحلة عصيبة توجب تكاتف جميع اللبنانيين، مشيراً إلى أنّه «مهما صار لبنان بالقلب باقي».
وأعرب جسار عن حزنه الشّديد لتداعيات انفجار مرفأ بيروت، قائلاً: «بيروت منكوبة، والشّعب اللبناني يمرّ بمرحلة عصيبة جداً، أتمنى أن ينتبه السياسيون اللبنانيون والحكام لمصلحة الشعب، فالحجر صار يبكي، وكلنا نشعر بمرارة كبيرة لما يحدث في وطننا، ونشعر بألم لا ينتهي من وقت الانفجار»، لافتاً إلى أنه كان يقود سيارته بالعاصمة اللبنانية وقت الانفجار، وشعر بهزة أرضية عنيفة.
وأكد أنه كفنان لبناني وسفير للسلام والنوايا الحسنة، على أتم الاستعداد لتقديم أوبريت غنائي يجمع عدداً من المطربين اللبنانيين والعرب للتّعبير عن مدى الألم والمعاناة التي يمر بها الشعب اللبناني، قائلاً: «أتمنى تقديم عمل فني يحمل في طياته معنى له أثر في تطييب نفوس المتضررين من الانفجار في حال العثور على كلمات وألحان قوية، تعبر عن المعاناة بشكل تفصيلي، فالدعم المعنوي له تأثير السحر».
وعن أغنياته في الفيلم المصري «توأم روحي»، يقول جسار: «تحدث معي المنتج أحمد السبكي لتقديم أغنيتين في سياق أحداث الفيلم، ووافقت على الفور، واتفقنا بعدها على تقديم الأغنية الثالثة، وبالفعل الأغاني أحدثت صدى كبيراً عند الناس وسعيد بانتشارها». كما شارك في الأوبريت المصري «أنت الأقوى»، الذي يصف مشاركته فيه بأنها مهمة جداً، خصوصاً أثناء انتشار الجائحة التي أثرت على العالم، ويتابع: «تواصل معي رجل الأعمال وليد مصطفى زوج الفنانة كارول سماحة، وعرض عليَّ المشاركة، وبالفعل وافقت، وتشرفت بالعمل مع هذه المجموعة لإيصال معنى ومغذى في ظل أزمة فيروس (كورونا) لكي نبعث برسالة طمأنينة للناس».
يؤمن جسار أنّ الأغاني «السينغل»، أصبحت السائدة والرائجة وسط تراجع الألبومات الفنية خلال السنوات الأخيرة، قائلاً إنّ الأغاني المنفردة مسيطرة بشكل كبير على السوق، نظراً للوضع الاقتصادي العالمي، فأغلب الناس في وقتنا الحالي تقتصد في معاملاتها المادية، ولأنّ كل فنان لا بد أن يظل موجوداً على الساحة فهذا النوع من الأغاني يعدّ ملاذه الوحيد والأخير.
وعن رأيه في الحفلات الافتراضية التي قدمها بعض المطربين في الأشهر الأخيرة، يقول جسّار، إنّ «الحفل بالنسبة لي هو التفاعل والتقارب مع الجمهور، فالفنان يعطي طرباً ويأخذ إعجاباً فورياً بصوته، لكن الحفلات الافتراضية بشكل عام ليست سيئة، ولها وقتها ومهمتها، ولكنّها في تقديري ليست الأساس في عالم الغناء».
وذكر جسار أنّ كلمات أغنياته تطرح قصة متكاملة الملامح بالتّعاون مع ملحنين وشعراء للخروج بعمل مميز في النهاية، إذ يقول: «من يتعامل معي يعرف جيداً ما يليق بي، وما يرسلونه لي من أعمال يعبر عن خلاصة مشواري الفني».
جسار صاحب أغنية «متغبش ثواني» من كلمات خالد تاج الدين، وألحان وليد سعد، التي حققت مشاهدات مرتفعة خلال الآونة الأخيرة، يؤكد أنّ هذه الأغنية جميلة جداً، وتليق به: «شعرت أنّها قريبة مني، لذا ستكون قريبة من الناس، لأنّها ذكرتني بأغانٍ قدّمتها من قبل مثل (غريبة الناس)، و(خليني ذكرى)، و(مشيت خلاص)، وبالفعل صدق حدسي».
ورد جسار على الانتقادات التي وُجّهت له أخيراً بشأن كثرة تقديمه للأغنيات المصرية، على حساب اللبنانية، قائلاً: «مصر ولبنان بلد واحد، ومنذ بداية مشواري الفني، وأنا أتعرض لمثل هذه الانتقادات، لكنني أعتقد أن اللهجة المصرية قريبة من كل الوطن العربي، وذكاء الفنان يتمثل في تقديم ما يحبه الناس، كما أنّ لبنان بلد يعشقه المصريون، وأهل لبنان يعشقون مصر وأهلها ولهجتها، ومن ينتقد عليه بنفسه أولاً، ولكنني في الوقت ذاته أتشرف بالغناء باللهجة اللبنانية، فهي لهجتي الأم التي نجحت معها، ولي أعمال كثيرة بها مثل (جرح الماضي)، و(أنا بنسحب)، و(بعدك بتحبه)، و(جبال ما بتلاقو)، ولاقت جميعها نجاحاً كبيراً ليس في لبنان فقط بل تخطت الحدود».
وأوضح جسار أنّه من الصعب جمع الأغاني التي يقدمها بالأعمال الدرامية في ألبوم واحد، بسبب ملكيتها لشركة الإنتاج، مشيراً إلى أنّه استمتع بتجربة غنائه وسط الجمهور السعودي قبل أزمة «كورونا»، قائلاً إنّه «جمهور رائع ومتذوق للفن، لذلك أوجّه الشكر لكل القائمين على هذه الفعاليات الفنية الممتعة».
واختتم جسار حديثه بالتأكيد على استفادته من العزلة المنزلية في قضاء معظم أوقاته مع أسرته التي كان يبتعد عنها كثيراً بسبب انشغاله في الغناء والسفر خارج لبنان.
قد يهمك ايضا :