القاهرة ـ سهير محمد
اختارت المخرجة إيناس الدغيدي لقب "الجريئة" لنفسها من خلال البرنامج، الذي قدمته عبر شاشة التلفزيون، مشيرة إلى أن هذا اللقب يشبهها أكثر من لقب "المرأة الحديدية"، الذي أطلق عليها بسبب معاركها وكثرة الهجوم على أفلامها، قائلة "اعتدت على الهجوم سواء عندما أقدم عملًا جديدًا أو أظهر في حوار صحافي أو تلفزيوني موجود فيه أسمي، لدرجة أنهم يهاجموني قبل أن يروا أفلامي".
وأضافت الدغيدي في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم"، قائلة "عندما دخلت مجال الإخراج لم يكن هناك مخرجة سيدة، وهذا جعل الهجوم عليّ شديد لمجرد أني امرأه، وأذكر أن السندريلا سعاد حسني، كانت أول من شجعني أن أتجه للإخراج بعد أن عملت أعوام كمساعد مخرج لكبار المخرجين، مثل صلاح أبوسيف وحسن الأمام، وكانت تجربتي الأولى من خلال فيلم "عفوا أيها القانون" للنجمة نجلاء فتحي، وبعدها انطلقت وقدمت العديد من الأفلام مع محمود عبدالعزيز وأحمد ذكي ويسرا وإلهام شاهين، ومحمود حميدة ورغدة، ودائما كان لدي مشروعي الذي أكون مسؤولة عنه".
وعن تعاونها مع النجم الأسمر أحمد زكي، قالت "أحمد كان دائما قريب من جيلنا وابن بلد والسينما هي شغله الشاغل، لكنه شخصية مزاجية جدًا، ولا يقبل التوجيه المباشر خاصة أمام الناس، وعندما تعاونت معه كان هدفي أقدمه بشكل جديد وهو اللون الكوميدي، وقدمنا معا فيلم "أستاكوزا"، وحقق نجاح كبير لدرجة أنه كان ينافس عادل إمام في أيرادات فيلمه في ذلك الوقت "النوم في العسل"، وأيضا قدمته كجان وفتى الشاشة في فيلم "امرأه واحدة لا تكفي"، وهو أقتنع بي كمخرجة وألا لما قدمنا معا فيلمين".
وكشفت إيناس الدغيدي عن أسباب عدم تكرارها لتجربة التمثيل بعد فيلم "أفواه وأرانب"، الذي قدمته في بداية حياتها قائلة "وعدت والدي أن لا أعمل ممثلة، وأن أكتفي بالعمل كمخرجة خاصة أن أسرتي وأشقائي كانوا يعارضون دخولي الفن، وبالنسبة لتجارب التمثيل التي خضتها كانت إنقاذ موقف، فمثلا في "افواه وأرانب " كانت مرشحه لدور خطيبة محمود ياسين التي تضايق فاتن حمامة كل من بوسي ومديحة كامل، فوجدوا لو ممثلة معروفة قدمت هذا الدور ستجعل المشاهد يتعاطف معاها، وليس مع فاتن حمامة، لذلك طلبوا مني أن أقدم الدور، خاصة أن وجهى غير معروف ونفس الأمر في فيلم "امرأة واحدة لا تكفي"، وكانت ستقوم بتقديم مشهد النهاية الفنانة نجلاء فتحي كضيفة شرف، لكن مرضت يوم التصوير وكان من الصعب تأجيل المشهد، لأن تصاريح التصوير في المطار صعبة، ولا يوجد وقت لاختيار بديلة، فقدمت المشهد إنقاذًا للموقف، وأحمد ذكي قال لي "مش عايز حد غيرك يرفضني في الفيلم".
وأشارت الدغيدي إلى أنها لم تقرر اعتزال الإخراج لكنها في نفس الوقت، قررت أن تختم حياتها السينمائية بالسيرة الذاتية لها، وهذا لن يكون الان وربما يكون ذلك بعد سنوات، خاصة أن لديها أكثر من مشروع سواء الدراما وهو مسلسل "عصر الحريم " الذي تنتظر استرداده من شركة كينغ توت بحكم محكمة بجانب فيلمها عن "زنا المحارم"، الذي كتبه السيناريست الراحل رفيق الصبان وحصل على موافقة رقابية.
واختتمت حديثها قائلة "لا أحب أعمال السير الذاتية، لكن لو أتيح لي هذا اختار حياة الراحلة مارلين مونرو، لأن سيرتها بها جوانب فنية وسياسية واجتماعية تغرينى لتقديمها على الشاشة".