القاهرة - محمد علوش
عقب مرور أربعين عامًا على انتصار أكتوبر العظيم، اعتبر النجم المصري الكبير، محمود ياسين، أن "روح الانتصار لا يمكن أن تفارق صميم الإنسان المصري، وهي تيمة أساسية على مر العصور، ويمكن أن تنفجر بداخل الإنسان في أي لحظة، وتستجيب لأي شيء وهذه هي طبيعة المصري".
وأضاف ياسين في حديثه مع "العرب اليوم"، أن "أكتوبر يأتي كل عام؛ لنستمد منه الروح التي تعتبر هي الجوهر الحقيقي في حياة الشعوب والأمم، حيث إن هذا الحدث العظيم هو قمة النضوج الإنساني في التفكير الجمعي للمجتمع بأجياله كافة، والتي تُشكِّل الضمير العام في الأوطان، ولكنها تختلف من جيل إلي جيل".
وأوضح صاحب "الرصاصة لا تزال في جيبي"، أن "انتصار السادس من تشرين الأول/أكتوبر في العام 1973، وعلى مدار 40 عامًا نحتفل به دون اختلاف عامٍ عن آخر، سوى في التلقي، والذي سببه مجموعة كبيرة من التفاصيل الحياتية التي اختلفت باختلاف المزاج العام، والروح التي تشكلت حسب الضمير المجتمعي، وهذه التفاصيل الصغيرة هي التي تدفعنا للمستقبل، مُحمَّلة بكم كبير من متغيرات الساعة، والظروف الاجتماعية، وكل ذلك يصب في النهاية لتغيير طريقة التلقي لهذا الحدث العظيم".
وأشار "جان المصرية الأول في سبعينات القرن الماضي" إلى أن "هناك بعض من طرح الكثير من التفسيرات بشأن اختلاف الاحتفال بنصر أكتوبر هذا العام عن العام الماضي، في ظل نظام حكم مختلف، وحسب اعتقادي، أن الاختلاف طبيعي في ظل تغير دورة الحياة التي تدور بأحداثها في دورات متعاقبة، والتي تتبدل كل عشر سنين أو أكثر مُحمَّلة بكم من طبيعة العلاقات الإنسانية المختلفة بتفاصيلها كافة؛ لذا ستجد المجتمع كل فترة يتلون بلون أيديولوجي معين، ومرة أخرى بلون آخر، وثالثة بلون جديد تمامًا، حسب الفكر والرؤية"، مضيفًا "كما أن الاحتفالية هذا العام مختلفة أيضًا؛ لأن هناك تدفقًا للمشاعر كبيرًا نحو هذا الانتصار، والذي أعاد تكوين، وخلق مصر، وانبعاث الجوهر الحقيقي للوطن؛ فهي دفعة مشاعر حقيقية جوهرية، توضح أن الانتصار به نبل وحقيقة لانتصار أمة على العدو الصهيوني".