الفيلم الوثائقي "صدام يذهب إلى هوليوود"

بعد مرور 35 عامًا على إنتاج فيلم أشرف عليه صدام حسين شخصيًا، كشف فريق العمل العديد من أسرار تلك التجربة، بحسب ما نقلته صحيفة "ذا تليغراف" البريطانية.

وينتظر بث فيلم وثائقي الليلة على قناة بريطانية، بعنوان "صدام يذهب إلى هوليوود"، إذ يتحدث عن صناعة الفيلم الذي تم تصويره في الصحراء العربية. وبلغ تمويل الفيلم 30 مليون دولار في ذلك الوقت، وعمل فيه مجموعة من الممثلين البريطانيين، بما فيهم الممثل أوليفر ريد. وكان الهدف منه إثارة الشعور القومي وربط حزب البعث العراقي بالثورة، التي انقلبت على الحكم البريطاني عام 1920.

وروى الفيلم، الذي حمل عنوان "تضارب الولاءات"، قصة ميلاد العراق الجديد، وعُرض في العديد من المهرجانات السينمائية في بداية الثمانينيات، لكنه لم يبث للعموم أبدًا، ووجد منسيًا في مرآب في مدينة سوري. ومنتج الفيلم العراقي، لطيف جوريفاني، الذي يقيم في بريطانيا، أحد الأشخاص الذين تحدثوا عن ظروف العمل مع سلوكيات وصفها بالـ"وحشية"، لكل من صدام حسين والممثل ريد. وكان برنامج العمل يتقدم بشكل جيد، عدا أن الحرب العراقية الإيرانية، أثرت على ذلك، فالكثير من الفنيين والممثلين العراقيين تم استدعاؤهم للحرب. وتقاضى الممثلون مبالغ طائلة، وحتى الممثلون بأدوار ثانوية، تقاضوا ألف يورو أسبوعيًا، وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت.

وكشف الممثل مارك بينفولد إنهم عندما وصلوا إلى الأجواء العراقية، لاحظوا أن مقاتلة عراقية ترافق طائرتهم، "فجأة أصبحت حقيقة ما نحن مقدمون عليه أكثر جدية، حيث اضطرت الطائرة للهبوط بدون أي أضواء، لتجنب قصف صاروخي". ولم تكن هناك غرف كافية للجميع في الفندق الذي نقلوا إليه في بغداد، وكان "هناك نقص في كل شيء ابتداءً من الملح وصولًا إلى الوقود، لكن العامل الأكثر تسببًا في التمزق كان عتبة الضجر المنخفضة لدى ريد، وانغماسه بشرب الكحول".

وتحدثت الممثلة هيلين ريان عن الممثل أوليفر ريد وطريقة تعامله معهم، "وإدمانه على شرب أنواع مختلفة من الكحول على مدار اليوم، وإحداثه للفوضى والتصرف بعنف في حال تأخر الطعام قليلًا في المطعم"، ووفقاً للمثل مارك سيندن، فإن "ريد حصل على دعوة للعشاء في القصر الرئاسي في إحدى الليالي، وخلال تناولهم الوجبة بدأ صدام يثرثر بالعربية، فتذمر ريد بعبارة بذيئة، وبعد العشاء، جاء صدام إلى الممثل وقال له "سيد ريد، آمل آلا أكون قد أضجرتك كثيراً".

وبطريقة أو بأخرى تم إنجاز الفيلم، وكان صدام مبتهجًا برؤية العمل النهائي، وأهدى المنتج لطيف ساعة ذهبية عليها صورته، بحسب الصحيفة البريطانية.