أعلن القيادي في أحد فصائل المعارضة السورية المسلحة أبو صقار الذي نال سمعة دولية سيئة بعد بث شريط فيديو يظهر فيه وهو ينتزع عضوا من أحشاء جندي قتيل ويأكله- أنه مستعد للمثول أمام المحكمة على أفعاله، إذا مثل الرئيس السوري بشار الأسد للمحاكمة أيضا. وظهر أبو صقار في فيديو نشر الجمعة وهو يصلي في ميدان في محافظة حمص وسط البلاد، ويجيب على أسئلة مصور، قائلا: “مستعد لأن أحاسب على أفعالي شرط أن يحاكم بشار وشبيحته على الجرائم التي ارتكبوها ضد نسائنا وأطفالنا”. وتابع: “أرسل هذه الرسالة إلى العالم.. إذا لم تتوقف إراقة الدماء في سورية فإن كل سوري سيصبح أبو صقار”. وانتشر في وقت سابق هذا الأسبوع فيديو لأبو صقار، أحد مؤسسي “كتائب الفاروق” المعروفة في حمص، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر فيه وهو يشق جذع جندي قتيل ويقضم من أحد أعضائه. وأثار الفيديو غضبا بين مؤيدي الأسد ومعارضيه. لكن كثيرين في المعارضة عبروا عن غضبهم من أن الفيديو أثار احتجاجات أكبر مما أثارته تسجيلات مروعة أخرى لتعذيب نشطاء ومعارضين. وردا على سؤال من شخص لم يظهر في الفيديو، سأله عن السبب الذي دفعه للتمثيل بجثة الجندي، قال أبو صقار”: “إن الهاتف الذي كان معه كان يحتوي على مقاطع فيديو له وهو يغتصب نساء ويحرق جثثا ويبتر أطراف أسرى”. من جهته عبر المرصد السوري لحقوق الإنسان عن خيبة أمله تجاه ما وصفه بأنه “رد فعل غير متكافئ”. وقال رئيس المرصد رامي عبد الرحمن: “يدين المرصد هذه الأفعال أيا كان مرتكبها، وينشر بانتظام تسجيلات فيديو مماثلة لفيديو أبو صقار أو لعمليات إعدام تنفذها جبهة النصرة (المرتبطة بالقاعدة)”. وأضاف: “لكننا نشرنا كذلك عشرات من أشرطة الفيديو لعمليات إعدام دون محاكمة، ولرجال يعذبون حتى الموت، وجثث أطفال أحرقوا أو قتلوا برصاصة في الرأس. المجتمع الدولي يتجاهل على ما يبدو المعاملة غير الإنسانية التي يعامل بها (نشطاء) المعارضة السورية والأطفال، لكنه يثير ضجة على التمثيل بجثة أحد جنود الأسد”. وأصبحت التسجيلات المصورة للتعذيب والإعدام أدوات شائعة على نحو متزايد في الحرب النفسية والترويع لدى طرفي الصراع، ولم يتسن التحقق من صحة التسجيلات المصورة أو تقارير المعارضة من مصادر مستقلة.