المستشارة الألمانية أنغيلا مركل

أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا مركل دعمها الواضح لهيلاري كلينتون التي تسعى الى الفوز بترشيح الحزب الديموقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية، فيما وصف نائبها سيغمار غابرييل ترامب بأنه "شعبوي يميني"، معتبرًا انه يَعِد الناخبين بالعودة الى "عالم الخيال" الانعزالي. ويشكّل ذلك خروجًا عن موقف "الحزب المسيحي الديموقراطي" الذي تتزعمه المستشارة، الداعم تقليديًا للحزب الجمهوري الأميركي ولمرشحيه المحتملين للرئاسة.

ولم تنل كلينتون بعد ترشيح حزبها، لكن مركل أشادت بها، في مقابلة مع صحيفة "فيلت أم زونتاغ" الألمانية، لم تبدِ خلالها أي اهتمام بالبليونير دونالد ترامب الذي يسعى الى الفوز بترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة.

وقالت مركل الأحد، عن كلينتون: "أنا معجبة بخبرتها السياسية الطويلة، وموقفها في شأن حقوق المرأة والأسرة والرعاية الصحية. أنا معجبة بتفكيرها الاستراتيجي، إذ إنها من المؤيدين الأوفياء للشراكة عبر الأطلسي". وأشارت الى أنها "شعرت بسرور كبير للعمل مع هيلاري كلينتون"، حين كانت وزيرة للخارجية الأميركية خلال الولاية الأولى من عهد الرئيس باراك أوباما.

وحين سُئلت مركل عمّا تقدّره في ترامب، اكتفت بالقول: "لا أعرفه شخصيًا". وعلّقت على وصفه سياساتها المرحّبة بالمهاجرين، بأنها "مجنونة"، قائلة: "لا أرى داعيًا للرد عليه". وفاجأ انحياز مركل الكامل إلى كلينتون في هذه المرحلة من الانتخابات التمهيدية، وتجاهلها الكامل لترامب، المراقبين في ألمانيا، على رغم ميل معظم الألمان إلى الوزيرة السابقة، وهلعهم من مجرد التفكير في امكان انتخاب ترامب رئيسًا.

ويُذكّر المراقبون بموقف مركل البارد جدًا من أوباما، حين ترشح للرئاسة قبل ثماني سنوات، ورفضها طلب شريكها في الحكومة "الحزب الاشتراكي الديموقراطي" الموافقة على السماح له بإلقاء خطاب أمام بوابة براندنبورغ في برلين، وذلك لئلا تزعج خصمه الجمهوري جون ماكين. وأدى ذلك الى توتير علاقتها بأوباما في الفترة الأولى من حكمه.

وفي واحدة من الرسائل الخاصة لكلينتون، حين كانت وزيرة للخارجية، نُشر بعضها أخيرًا، ورد على لسان السفير الأميركي السابق في برلين سيدني بلومنتال في 30 أيلول/سبتمبر2009 أن مركل "لا تحب الأجواء المحيطة بظاهرة أوباما، وهذا يعاكس تصوّرها للسياسة ولكيفية التصرّف السلوكي عادة". ونصح بلومنتال كلينتون بـ "السعي إلى تطوير علاقتها مع مركل". وردت كلينتون على النصيحة بعبارة وجيزة قاطعة: "شكرًا، هذا مفيد جدًا". وموقف مركل من ترامب عكسه نائبها سيغمار غابرييل، علمًا أنه من "الحزب الاشتراكي الديموقراطي" ويتولى ايضًا حقيبة الاقتصاد.

وقارن ترامب بالزعيمين اليمينيين المتطرفين مارين لوبن في فرنسا وغيرت فيلدرز في هولندا، اذ قال لصحيفة "فيلت أم سونتاغ" ان "الشعبويين اليمنيين ترامب ومارين لوبن وفيلدرز يشكّلون تهديدًا للسلام والتماسك الاجتماعي والتنمية الاقتصادية".

وأضاف ان "الشعبويين اليمينيين يعِدون أتباعهم بالعودة الى عالم الخيال الذي تنحصر فيه الحياة الاقتصادية داخل حدود بلدانهم فقط"، منبهًا الى أن التاريخ أثبت أن الاقتصادات المنعزلة لا تملك فرصة للنمو. وتابع: "يجب ان نبذل جهدًا لتوضيح كيفية صوغ العولمة بطريقة عادلة".