شهدت المنطقة الخضراء في بغداد، الأربعاء، إجراءات أمنية مشددة سبقتها عمليات تفتيش دقيق وإخلاء للمنطقة وسحب للأسلحة، تحسبًا لهجمات جديدة لتنظيم "القاعدة". جاء ذلك على أثر تهديدات تنظيم "القاعدة" باستهداف البرلمان العراقي، وقبله الكشف عن مخطط يقضي باقتحام المنطقة الخضراء، والتوجه إلى منزل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الأكثر تحصينًا داخل المنطقة الخضراء، ومن ثم التوجه لاعتقال أو اغتيال مجموعة من قيادات حزب "الدعوة" أو القيادات المقربة منه في المنطقة، بينما تتولى مجموعة أخرى التوجه إلى مكتب زعيم المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم، في الجادرية واعتقاله، على أن يتم ذلك بعملية تنسيق منظمة مع قيادات عسكرية يتم الإعلان خلالها عن إسقاط نظام الحكم. ونفى المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي علي الموسوي، في تصريح سابق لصحيفة "الشرق الأوسط"، علم السلطات العراقية بهذا المخطط، الذي نقلته وكالة أنباء "فارس" الإيرانية قائلاً، "إن هذا السيناريو يبدو خياليًا وغير معقول"، لكن السلطات العراقية تعاملت معه بجد في فترة لاحقة. واستأنف البرلمان العراقي جلساته، الثلاثاء، بحضور 194 نائبًا من أصل 325 نائبًا، في وقت لم يعرف فيه بعد أسباب تغيب هذا العدد الكبير من النواب، في الجلسة التي أراد لها رئيس المجلس أسامة النجيفي أن تكون جلسة تحدٍ لـ"القاعدة"، لا سيما أن النواب كانوا قد تمتعوا بعطلة طويلة نسبيًا، فيما تُعدّ ظاهرة الغياب في البرلمان العراقي واحدة من بين أبرز ظواهره، رغم العقوبات التي قررت هيئة الرئاسة فرضها، ومن بينها استقطاع نصف مليون دينار عراقي عن كل جلسة من الراتب.