حزب الله اللبناني

يعيش الاحتلال الإسرائيلي هاجس الحرب المقبلة على لبنان في ظل تعدد السيناريوهات المطروحة وكيفية الرد الإسرائيلي عليها, إلا أن السيناريو الأكثر رعبًا للاحتلال هو نجاح رجال "حزب الله" بالتسلل إلى شمال فلسطين والسيطرة على مستوطنة أو حتى على مدينة نهاريا المتاخمة للحدود مع لبنان أو السيطرة على الجليل.

وفيما وضعت الخطط الحربية الإسرائيلية بشأن الحرب المقبلة مع لبنان والتي تعتمد على كثافة وقوة النيران التي توجه للبنان في الساعات والأيام الأولى من الحرب للحد من مقدرة "حزب الله" على إمطار إسرائيل بالصواريخ، كشف ضابط إسرائيلي كبير في قيادة المنطقة الشمالية أن جيشه يستعد لإمكانية  شن "حزب الله" هجوم على مستوطنة إسرائيلية واحتلالها لعدة ساعات،  مؤكدًا أن المخاوف من سيناريو من هذا النوع تتزايد لا سيما في ظل ما أسماه تزايد الاحتكاك  بين مقاتلي "حزب الله" وجنود الجيش الإسرائيلي في المنطقة الحدودية.

ونقل موقع "واللا"  العبري مساء الأحد عن الضابط  قوله إنه في السنة الأخيرة زاد " حزب الله " من محاولات الاحتكاك مع الجيش الإسرائيلي على طول الحدود،  بهدف ما اسماه تجديد توازن الرعب مع إسرائيل, واصفًا الوضع على الحدود الشمالية بالغير مستقر، وقال إن حوادث صغيرة  يمكن أن تتطور لأحداث كبيرة  قد تصل إلى حرب شاملة رغم أن قيادة "حزب الله"  غير معنية  بذلك.

وأفاد الضابط أن قيادة "حزب الله" غير معنية بإشعال حرب شاملة لكن يمكن حصول احتكاكات محدودة ومواجهات بقوات صغيرة, مبينًا أن "حزب الله" قادر على تنفيذ  هجوم بمشاركة مئات المقاتلين أو بمجموعات ما بين 50-60 مقاتلًا على مستوطنات ومواقع عسكرية.

 وأضاف الضابط  أنه لم يجد قوة عسكرية في الشمال قادرة على الوقوف أمام قوة النيران الإسرائيلية,  كما أنه في حال حصول مواجهة ستكون الأضرار في لبنان هائلة وسيسقط الكثير من القتلى بما في ذلك مدنيون, على حد قوله.

وأضاف أنه بعد تصاعد التهديدات باحتلال مستوطنات إسرائيلية حدودية، تستعد القيادة الشمالية لإخلاء مستوطنات بشكل منظم.

وعلى صعيد القوة النارية لـ"حزب الله" أفاد الضابط أن قيادة الجيش يعلم أن بحوزة "حزب الله" قذائف صاروخية من نوع "بوركان" ذات رأس متفجر بوزن يتراوح بين نصف طن وطن متفجرات.

وبين أنه لمواجهة تهديد هذه الصواريخ عزز الجيش طواقم جمع المعلومات الاستخبارية  وزاد من نشر الكاميرات وغرف المراقبة واستخدام منظومات تعقب متطورة  تتيح جمع معلومات استخبارية في الوقت الحقيقي وتحليل المعلومات حول نشاط قوات "حزب الله" المتواجدة في المنطقة الحدودية.

واستبعد الضابط إمكانية لجوء "حزب الله" إلى حفر أنفاق هجومية بسبب الطبيعة الوعرة وتضاريس المنطقة الجنوبية التي تمنح مقاتليه غطاء  وتمكنه من الجري مسافة قصيرة من أجل التسلل إلى إسرائيل, مبينًا أنه لا علم له بوجود أنفاق هجومية في الشمال.

وتضع الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية احتمال خطر اندلاع مواجهة مع “حزب الله”، على الرغم من وجود تقديرات أخرى بأن فرص اندلاع حرب بين اسرائيل وإحدى جاراتها تقلصت في شكل كبير.

وتحت عنوان "لماذا بدأ حزب الله التهديد باحتلال الجليل"، نشرت صحيفة “هآرتس” العبرية في شهر يونيو /حزيران الماضي تقريرًا تناولت فيه الأوضاع على الحدود الشمالية، وتحديدًا تجاه "حزب الله"، مشيرة فيه إلى أنه رغم حدوث توازن في الردع بين إسرائيل و"حزب الله" منذ انتهاء حرب تموز (يوليو) 2006، إلا أن حوادث السنة الأخيرة والهجمات الجوية على قوافل الأسلحة واغتيال مسؤولين كبار من “حزب الله”، والتي ينسبها الحزب إلى اسرائيل.

بالإضافة الى تفجير العديد من العبوات الناسفة في منطقة مزارع شبعا والجولان، والتي تعتبر إسرائيل أن “حزب الله” المسؤول عن هذه الافعال, كل هذه دلائل على أن الهدوء لن يطول على الحدود الشمالية لفترة طويلة.

وعن تصور الجيش الاسرائيلي لحرب لبنان الثالثة في حال اندلاعها، نقلت الصحيفة عن مسؤولين عسكريين توقعاتهم بأن يحاول "حزب الله" تكرار استراتيجيته التي تضمن له نوعًا من النتيجة المتساوية مع إسرائيل كما في الجولة الأخيرة من حرب 2006، بمعنى آخر الانتصار من خلال عدم الخسارة.

وتضيف الصحيفة الإسرائيلية أن الحزب واصل قصف إسرائيل بالصواريخ على مدار 34 يوماً، وعدم رفعه الراية البيضاء أمام تقدم الجيش في جنوب لبنان، تجعل الحزب يعتقد أنه انتصر في المعركة، وسيكرر ذلك في المرة المقبلة، وسيخوض حرب استنزاف ضد الجبهة الداخلية الإسرائيلية من خلال إطلاق عشرات آلاف الصواريخ، وتأخير العملية العسكرية لمنع إسرائيل من تحقيق انتصار ساحق.

ونقل عن ضابط في شعبة الاستخبارات العسكرية سيناريو آخر يتحدث فيه عن إمكانية تغيير “حزب الله” استراتيجيتها، والسعي إلى إدارة حرب ضد إسرائيل من نوع مختلف.

أشار الضابط إلى أن هناك دلائل تشير إلى أن "حزب الله" يدرس العمل على تقصير المعركة في المرة المقبلة بواسطة عمليات برية داخل الأراضي الإسرائيلية.