الرئيس محمود عباس

استمرت الهبات الفلسطينية ضد عسكريين إسرائيليين الجمعة، إذ أسفر هجوم دهس قرب بيت أمر في الخليل عن استشهاد منفذه وإصابة خمسة جنود بجروح طفيفة، فيما أسفر هجوم ثان عن استشهاد منفذه محمد خصيب (25 عامًا) برصاص مستوطن بعد دهس جنديين في موقف للباصات قرب مستوطنة "كفار أدوميم" شرقي القدس المحتلة.

وخرجت تظاهرات عدة في رام الله وبيت جالا ومناطق متفرقة من قطاع غزة في "جمعة الغضب" التي دعت إليها حركة "حماس".

وتصدرت الهجمات الفلسطينية والتوقعات باستمرارها مناقشات الحكومة الأمنية المصغرة الأربعاء والخميس الماضيين، وقال مصدر سياسي رفيع إن الحكومة ناقشت بشكل مكثف سيناريو انهيار السلطة الفلسطينية نتيجة الضغط العسكري الإسرائيلي، وتراجع شرعية الرئيس محمود عباس، وتفاقم الأزمة الاقتصادية في الضفة.

وأوضح المصدر لصحيفة "هآرتس"، أن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو دعا إلى الجلسة بعد معلومات بلغته عن نية الفلسطينيين اتخاذ خطوات جديدة ضد إسرائيل على الحلبة الدولية في أعقاب فشل جهود وزير الخارجية الأميركي جون كيري ببلورة رزمة إجراءات إسرائيلية لتهدئة الأوضاع.

ويعد من بين الخطوات الفلسطينية التي تخشاها إسرائيل، تصويت الأمم المتحدة على طلب فلسطيني بتوفير الحماية للفلسطينيين، أو احتمال إعلان الفلسطينيين إلغاء اعترافهم بإسرائيل.

وأشار المصدر إلى بروز تباين بين المستويين السياسي والعسكري، إذ أعرب قادة الجيش وجهاز الأمن الداخلي "الشاباك" عن قلقهم من الأبعاد العسكرية والمدنية لانهيار السلطة، فيما اعتبر عدد من الوزراء أن الانهيار يخدم إسرائيل وأنه يجب العمل على عدم منعه بداعي أن الخطوات الدبلوماسية التي قد تقوم بها السلطة على الحلبة الدولية أشد ضررًا من انهيار السلطة.

وكشفت صحيفة "مكور ريشون" اليمينية، الخطة التي عرضها نتانياهو على كيري خلال زيارته الأخيرة من أجل توسيع نفوذ السلطة في المنطقة "ج" الخاضعة أمنيًا وإداريًا للاحتلال.

وتقضي الخطة بالانسحاب من 1.6% من المنطقة "ج" في مقابل التهدئة والاعتراف بضم التكتلات الاستيطانية الكبرى في الضفة إلى إسرائيل، وبحسب الخطة فإن الانسحاب الأعمق سيكون من الخليل وطولكرم وأريحا.

وعلى الرغم من أن الخطة لم تعد مطروحة بسبب ربطها بالاعتراف الأميركي بالاستيطان، إلا أنها تعد مؤشرًا إلى حدود التسهيلات التي يفكر نتانياهو في تقديمها إلى السلطة.