قدم العشرات من أعضاء حزب الدستور الذي يترأسه نائب الرئيس المصري، الدكتور محمد البرادعي، استقالات جماعية اعتراضاً على موقفه من جماعة الإخوان المسلمين واعتصامي النهضة ورابعة العدوية، وعدم اتخاذ لموقف حاسم تجاه الأحداث السابقة والجارية. وقال بيان أصدره الحزب، ووقع عليه عدد من الأعضاء المؤسسين والعاملين بحزب الدستور والأمانات المختلفة، إنه تقرر بإجماع الآراء تقديم استقالة جماعية اعتراضا على سياسة الحزب ورئيسه د.محمد البرادعى بصفته وذاته، وذلك لعدم تبنى الحزب إيديولوجية سياسية واضحة، مما أصاب الحزب بالعديد من الاختراقات والتوجهات المختلفة، وبخاصة المتأسلمة (الإخوان). وأضاف البيان أن هذا التراخي نجم عنه الكثير من الإضرابات والاستقالات والاعتصامات داخل مقر الحزب أكثر من مرة في عام واحد، وأدت تلك الاختراقات إلي ظهور عدد من الأعضاء المؤسسين باعتصام رابعة ومطالبتهم بالشرعية للرئيس المعزول ولم يعلق الحزب على هذه الكارثة وكأن الحزب متضامناً معهم. وأشار البيان إلى سيطرة عدد من الأشخاص غير المؤهلين و معدومي الخبرة والكفاءة على مراكز عدة هامه في الحزب، الأمر الذي سبب تواجد الشللية ومجموعات تحارب بعضها ولا تنتمي إلى أي فكر سياسي واضح، ما نجم عنه عجزهم عن إدارة الحزب، فضلا عن إدارتهم لدولة. وأخذ المستقيلون على الدكتور البرادعي تصريحاته الأخيرة بشأن إجراء مصالحة وطنية مع جماعة الإخوان المسلمين، وإصراره على أن "الجماعة الإرهابية" فصيل وطني، ومطالبته الإعلام بعدم شيطنة الإخوان، ووقوفه ضد الرأي العام وهو ما يتعارض مع أهداف "ثورة 30 يونيو" ونزول الملايين لإزاحة الجماعة من المشهد السياسي كلياً، ومحاسبتهم على "الأحداث الإرهابية والأرواح التي زهقت على أيديهم طوال العامين الماضيين". واستنكر البيان "التناقض الكبير والواضح والمذهل في موقف د.محمد البرادعى، الذي تعاطف مع قتلى جماعة الإخوان في أحداث المنصة والحرس الجمهوري والمنصورة، رغم مخالفتهم للقانون وترويع المواطنين وقطع الطرق وحمل سلاح، والتجاهل التام للعمليات الإرهابية في سيناء و الخسائر اليومية في صفوف قوات الجيش والشرطة بسيناء، وشهداء رفح( 5 آب/أغسطس 2012)، وإخوتنا المسيحيين بالمنيا والأقصر وأبرياء الإسكندرية (مسجد القائد إبراهيم) وبين السرايات ووقائع التعذيب داخل اعتصام رابعة والنهضة ". كما استنكر المستقيلون نائب رئيس الجمهوري " تجاه أحداث الاتحادية وظهوره بمؤتمر جبهة الإنقاذ مطالبا الشباب المعتصم المسالم المعتدى علية من جماعة الإخوان وسقوط أكثر من عشرة شباب قتلى، واستعداده للحوار مع نظام الإخوان على عكس موقفه تماما في موقعة الجمل 2011، التي أعلن خلالها سقوط شرعية نظام مبارك، كما أنه لم يقدم للشهيد محمد الجندي شيئا يذكر مما قدمه للشهيد خالد سعيد رغم أن الشهيد محمد الجندي هو عضو في حزب الدستور وعضو في حمله دعم البرادعى، وهو ما يثير الكثير من التساؤلات".