عبدالله الثني

أعلن رئيس هيئة (وزارة) الإعلام والثقافة والآثار في ليبيا، التابعة للحكومة الليبية المعترف بها دوليًا برئاسة عبدالله الثني الذي تعرض لمحاولة اغتيال منذ أيام، عمر القويري، أن مجموعة من "الغوغائيين" اقتحموا مقرَّ الهيئة في مدينة البيضاء الخميس، واعتدوا على موظفيها وحاولوا إغلاقها.

واعتبر القويري أن الاعتداء ينمّ عن الفوضى والتعدي على مؤسسات الحكومة، مشيرًا إلى أنَّ من بين المهاجمين، شاعرًا خصصت له الهيئة سيارة كمكافأة ضمن إطار برنامج تكريم المبدعين. وشدَّد القويري على أن هيئة الإعلام والثقافة ستقاضي المعتدين على مؤسسات الدولة وهيبتها.

وأوضحت مصادر في البيضاء أنَّ المهاجمين ومن بينهم شعراء وأدباء وأنصارهم، ضربوا موظفين في الهيئة التي تُعدّ بديلًا لوزارة الإعلام، وأغلقوا مقرها. وأضافت المصادر أن مطالب المحتجين تضاعفت حتى بلغ الأمر بأحدهم أن طلب إهدائه منزلًا.

وأشار مصدر تابع للجيش الليبي الذي يقوده الفريق أول خليفة حفتر إلى أنَّ قوات المشاة بدأت بالتقدم من جهات عدة على محور منطقة الصابري وسط بنغازي. وكشف المصدر عن وصول عربات مدرعة وآليات ثقيلة لقوات الجيش المرابطة على محور الصابري، لافتًا إلى أن عناصر المشاة مشطت بعض الشوارع التي كانت تسيطر عليها الميليشيات المتطرفة.

وتابع: عملية الاستنزاف التي قامت بها القوات المسلحة خلال الأشهر الماضية بدأت تؤتي ثمارها حيث أخذت تحركات الميليشيات المتطرفة تخبو وباتت ضعيفة جدًا مع كثافة وقوة نيران قوات الجيش الوطني.

وأضاف أن "قوات المشاة تنسّق مع السرب العمودي المقاتل التابع لسلاح الجو، لضرب أي تحركات قد تقوم بها جماعات المتطرفين، فيما تتقدم هذه القوات وتمشط باقي الأوكار في محور الصابري".

وفي سياق متصل، دعا وزير الخارجية والتعاون الدولي في الحكومة المعترَف بها دوليًا محمد الهادي الدايري "دول منظمة التعاون الإسلامي إلى دعم ومساندة ليبيا في حربها ضد المنظمات المتطرفة لاسيما داعش".

وأكد الدايري في الكلمة التي ألقاها أمام الدورة الـ42 للمنظمة التي انعقدت في الكويت في اليومين الماضيين، على ضرورة أن يتمثل هذا الدعم في تزويد الجيش الليبي بالأسلحة الملائمة لمحاربة الإرهاب والقضاء عليه والعمل على تنفيذ قرار الأمم المتحدة الرقم 2214.

وتطرق وزير الخارجية إلى "التطرف الذي أصبح يشكل خطرًا على الشعب الليبي أولًا وقبل كل شيء، لكنه يمس أمن أشقائنا من الدول العربية والأفريقية".

وحذّر رئيس الوزراء الجزائري عبدالمالك سلال، من أن الوقت "ينفذ" بالنسبة إلى ليبيا لإيجاد حل سياسي قبل تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، وإلا فإن المجموعات المتطرفة ستبقى في هذا البلد لفترة طويلة.

وأكد سلال خلال مؤتمر صحافي في ختام لقائه بنظيره الإيطالي ماتيو رينزي أنَّ "الوقت ينفد" لأن ولاية القادة الحاليين في ليبيا ستنتهي في تشرين الأول، مشددًا على أنَّ "المجموعات المتطرفة ستطيل وجودها" في حال عدم التوصل إلى اتفاق سياسي بين الأطراف.

وأكد المسؤولان خلال المؤتمر الصحافي أن الجزائر وايطاليا ترغبان في التوصل إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا. وقال سلال إن الحل السياسي سيسمح بتشكيل "حكومة وحدة وطنية ستتولى المرحلة الانتقالية وتصيغ دستورًا وتنظم انتخابات حرة".

من جهته، رأى رينزي أن "الوضع في ليبيا ليس سهلًا لسبب تاريخي لأننا خسرنا (بعد إطاحة معمر القذافي) فرصة إرساء الديمقراطية والحرية". وأضاف أن كل اتفاق يجب أن يشمل "مشاركة الشعب الليبي"