شنّ سلاح الجو اليمني، الثلاثاء، غارات جوية على أهداف مفترضة لمسلحين قبليين في محافظة مأرب (شرق صنعاء)، تتهمهم السلطات بتفجير أنابيب تصدير النفط، في حين أيدت محكمة الاستئناف المتخصصة في قضايا الإرهاب في العاصمة أحكامًا بالسجن على عناصر من تنظيم "القاعدة"، تزامنًا مع تأكيد الرئيس عبدربه منصور هادي، "أن الوضع في بلاده لا يزال صعبًا" رغم مرور نحو عام من توليه رئاسة السلطة الانتقالية في اليمن، بينما كشفت مصادر أمنية يمنية لـ"العرب اليوم"، عن زيارة مرتقبة لرئيس المخابرات التركية إلى اليمن للبحث في تداعيات شحنات الأسلحة المهربة من بلاده إلى اليمن. وأكدت مصادر قبلية، في محافظة مأرب شرق العاصمة صنعاء لـ"العرب اليوم"، أن "الطيران الحربي اليمني أقدم صباح الثلاثاء، على شن غارات جوية استهدفت مناطق قبلية في وادي عبيدة شرق مدينة مأرب، يتمركز فيها مسلحون تتهمهم السلطات بتفجير أنابيب تصدير النفط الخام المستخرج من حقول صافر والمتجه إلى ميناء التصدير في"رأس عيسى على البحر الأحمر، وأن الطيران استهدف منطقة (آل عجي كلفوت) في منطقة الدماشقة الواقعة في مديرية وادي عبيدة في محافظة مأرب، مما أدى إلى تهدم عدد من المنازل"، لكنها لم تؤكد حتى لحظة كتابة الخبر وقوع أي إصابات أو قتلى، مشيرةً إلى أن القصف كان يستهدف منزل شخص يلقب بـ"الكلفوت"، الذي أقدم قبل يومين على تفجير أنبوب النفط الرئيسي في منطقة وادي عبيدة، بالإضافة إلى أنه يتهم بقيامه بعمليات تفجير سابقة واعتداءات على خطوط الطاقة. وأعلنت وزارة الداخلية اليمنية، في وقت سابق، أن "منفذ عملية تفجير أنبوب النفط الأحد الماضي، يُدعى محمد حسن كلفوت من أهالي مديرية الوادي، وأنه يعد من أرباب السوابق في الجرائم التخريبية التي استهدفت الكهرباء وأنبوب النفط"، مشيرة إلى أنها قامت بالتنسيق مع المنطقة العسكرية الوسطى في الجيش اليمني لضبط المتهم. كما أيدت شعبة استئناف المحكمة الجزائية المتخصصة في قضايا الإرهاب في العاصمة اليمنية، الثلاثاء، أحكامًا ابتدائية بالسجن من سنة إلى خمس سنوات، بحق سبعة مدانين بالإرهاب من عناصر تنظيم "القاعدة" في اليمن، في حين خففت المحكمة عقوبة الحبس لمدانين اثنين، كما قضت بالبراءة وبالاكتفاء بمدة الحبس بحق 15 آخرين، بعد أن وجهت النيابة اليمنية للمدانين تهمة الاشتراك في "عصابات مسلحة ومنظمة تابعة لتنظيم (القاعدة)، للقيام بأعمال إجرامية تستهدف مهاجمة القوات المسلحة والأمن والمنشآت والمعدات العسكرية والممتلكات العمومية ونهبها واحتلالها، ومهاجمة السفارات والأجانب والقيام بأعمال تفجير والتخريب والإتلاف وسلوك العنف وتعريض أمن وسلامة المجتمع للخطر"، بحسب ماورد في عريضة الاتهام المقدمة للمحكمة. وقد كشفت مصادر أمنية يمنية لـ"العرب اليوم"، عن زيارة مرتقبة لرئيس المخابرات التركية إلى اليمن، يناقش خلالها مع المسؤولين اليمنيين، تداعيات شحنات الأسلحة المهربة الآتية من تركيا إلى اليمن، بعد أن أعلنت السلطات اليمنية عن توقيفها خلال الأشهر الأخيرة، في ميناء عدن جنوب البلاد وفي محافظة الحديدة غربا). وأكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، خلال لقاء جمعه، الثلاثاء، مع قيادت أحد التكتلات الجنوبية في اليمن، أن الوضع في بلاده "لايزال صعبًا ومعقدًا" رغم مرور نحو عام من توليه مسؤولية السلطة الانتقالية في اليمن، خلفاً للرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي أطاحت به الاحتجاجات الشعبية التي خرجت ضد نظامه في مطلع 2011. وقال هادي، إن "الوضع لا يزال صعبًا ومعقدًا بعد مرحلة التغيير التي شهدها اليمن عقب ثورات الربيع العربي، وتفجير الوضع في صنعاء وتداعياته، حيث لم تحسم الشرعية الدستورية أو الشرعية الثورية الوضع على الميدان، واتفق الجميع حقنًا للدماء على الاتجاه نحو التسوية والوفاق من خلال المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، والتي تم إنجاز الكثير منها في هذا الإطار عبر تنفيذ المرحلة الأولى والدخول إلى المرحلة الثانية من خلال مؤتمر الحوار الوطني المزمع انعقاده في 18 آذار/مارس المقبل". ومن قبيل طمأنة الأطراف الجنوبية وإقناعها للمشاركة في الحوار الوطني الشامل المرتقب، أضاف هادي، أن "المبادرة الخليجية بلبناتها الأولى، لم تشر إلى القضية الجنوبية أو مشكلة صعدة شمال اليمن، ولكن بإدراكنا بأهمية القضية الجنوبية ومشكلة صعدة فقد وضعنا ذلك من خلال الآلية التنفيذية لتصبح عنصرًا مهمًا من قضايا الحوار". وكانت مدينة عدن (كبرى مدن الجنوب) قد شهدت مساء الإثنين، اشتباكات عنيفة بين محتجين، خرجوا للاحتفال لمناسبة ذكرى 11شباط/فبراير من العام 2011، حيث بداية الاحتجاجات التي خرجت ضد نظام صالح في سياق الموجة التي عمت بلدانًا عربية أخرى، والتي بات يطلق عليها "ثورات الربيع العربي"، مما أدى إلى مقتل رجل وامرأة برصاص الشرطة التي تدخلت لفك الاشتباكات، فيما أُصيب نحو 50 آخرين جراء المواجهات التي نشبت بين نشطاء من الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عن الشمال اليمني وعناصر من شباب حزب الإصلاح "الإسلامي"، الذي يؤمن بضرورة إحداث إصلاحات في الجنوب ضمن الدولة اليمنية الموحدة.