أعلن وزيرالخارجية السوداني علي كرتي أن بلاده لم تتقدم بمبادرة لحل أزمة مصر، وقال إن بلاده أعلنت موقفها من الذي يحدث في مصر، وأنه شأن داخلي، وأعرب عن أمله في أن يتم تجاوز الوضع الراهن حتي تعود مصر للقيام بدورها في المنطقة، وعقد كرتي ونظيره المصري نبيل فهمي مباحثات بعد ظهر الاثنين، في الخرطوم تناولت العلاقات بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك، عقدا بعدها مؤتمراً صحافياً في وزارة الخارجية، ورحب الوزيرالسوداني بزيارة نظيره المصري إلى السودان، وقال إن اختياره للسودان كاول دولة والخرطوم كأول عاصمة يزورها بعد توليه حقيبة الخارجية يؤكد عمق العلاقات بين البلدين، وأن مايجري في كل البلدين سيظل محل اهتمام وحوار مشترك وأن التوافق بشأن   القضايا المشتركة سيكون محل احترام وتقدير البلدين، وأ ضاف كرتي أن بلاده عانت في الفترة الماضية بعد انفصال الجنوب والتوتر الذي شاب علاقاته مع جوبا  والقضايا العالقة بين بلاده وجنوب السودان، واستشراء العنف في دارفور،   وقيام مجموعات متمردة  في النيل الأزرق وجنوب كردفان، والمواجهات في شرق السودان، مشيراً إلى أن السودان ظل على تواصل مع مصر، وكانت الوفود المصرية تأتي إلى السودان لبحث المساهمة في حل هذه القضايا ومن بينها قضية دارفور،  وظلت الخارجية المصرية - بحسب الوزيرالسوداني - في حالة تشاور مستمر معنا لحل هذه القضايا، ولم يكن السودان يري أن ذلك الدور المصري  تدخلاً في شأنه الداخلي، مضيفا أن بلاده في حاجة إلى عودة مصر للقيام بهذا الدور مجددا، وأعرب عن أمله في أن يتم الخروج من الوضع الحالي في مصر بالتوافق والحوار، أملا في أن تلعب مصر دورها الرائد والطليعي في المحيط  العربي والإفريقي، كما شملت القضايا التي تداولها مع وزيرالخارجية المصري    المياه والأمن على الحدود وتطرق وزير الخارجية السوداني إلى طرح بلاده لفكرة تشكيل قوات مشتركة أسوة بالتجربة مع تشاد وليبيا، وباتت المنطقة الحدودية  مسرحاً لعمليات تجارة السلاح والإتجار  بالبشر، وهي مهددات للأمن المشترك ، بالإضافة إلى الإجراءات اللازم اتخاذها لاستكمال فتح المعابرالحدودية بين البلدين وزيادة الاستثمارات المصرية في السودان والدفع بها إلى الأمام، كما تحدث الوزير كرتي عن ملفات التعاون السياسي بين البلدين والتنسيق المشترك بينهما في المحافل الإقليمية والدولية، وكشف أن قرار الاتحاد الإفريقي الأخير الخاص بتعليق عضوية مصر تم بحثه خلال اللقاء، وقال إن رؤية السودان تتمثل في أن هناك ضرورة للصبر والحوار مع الاتحاد الإفريقي حتي تستطيع مصر الخروج من القرار وأثاره،  وأ عرب عن ثقته في قدرة مصر على تجاوز ذلك أملا في الاستقرار، من ناحيته قال وزير الخارجية المصري نبيل فهمي إن زيارته إلى السودان هي الأولى منذ توليه حقيبة الخارجية، وأن اختيار السودان كمحطه أولي لجولته الخارجية يعود لأهمية العلاقات، مؤكداً أن التواصل سيستمر حيث أنه موجود في الأصل وسيشهد المزيد من التقدم خلال الفترة المقبلة، وكشف أن 25 نقطة تم الحوار حولها  مع نظيره السوداني الغالبية منها ترتبط بعلاقات البلدين الثنائية، وتم الاتفاق على ضرورة حسم الأجهزة المعنية لاستكمال النقل البري    بما يحقق المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة، والاتفاق على منظور مشترك للمرحلة المقبلة تأسيسا على العلاقات الأزلية، وأشار إلى أن قضايا المياه وقرار مجلس السلم الإفريقي كانا محوراً حوار عميق، وتوقع أن يلعب السودان دورا في دعم موقف بلاده من تعليق عضويتها في الاتحاد الإفريقي لآن السودان هو المكان  الملائم لدور كهذا، وتطرق الوزير المصري إلى التطورات الأخيرة في بلاده، وأكد أن الأمن المصري خط أحمر، وقال فهمي أطلعت الوزير كرتي على  التطورات وخلفياتها ومستوي العنف والتدميرالذي حدث للمنشأت والممتلكات، مؤكداً أن  العنف غيرمقبول ولن يكون مقبولاً، وأعلن أن بلاده ستمضي قدما في تنفيذ  خارطة الطريق التي اعتمدتها لمعالجة الأمر، وأنها لن تستثنى أحداً من القوى  السياسية، وكشف الوزير المصري أن ما حدث من عنف يدلل على أن هناك مخططاً لترويع المواطن المصري ومحاولة هز الكيان المصري، لكن ذلك لن  يحدث وغيرمسموح به، وأن المواطن المصري لن يروعه أحد، وأضاف  وزيرالخارجية المصري في المؤتمرالصحافي أن الحوار سيتم مع من يلتزم جانب القانون، لأن الأمن أولوية في تحرك الحكومة والقرار بشأنه قرار مصري في المقام الأول، مضيفاً أن بلاده رأت أن تطلع الجيران والأشقاء ومن بينهم السودان على الموقف والتطورات،  وأشار إلى رسالة مفادها أن بلاده تتطلع لعلاقات تعاون  مع السودان تحقق المصالح وأن هناك الكثير الذي يمكن تحقيقه في هذا الإطار.