القوات الإسرائيليّة تحاصر القدس

يسود التوتر في القدس الشرقية، في حين أعادت سلطات الاحتلال فتح أبواب المسجد الأقصى أمام المصلين الفلسطينيين، الذين تجاوزت أعمارهم الخمسين عامًا من أهالي القدس و الأراضي المحتلة عام 1948، في حين مُنع أهالي الضفة الغربية من الوصول للحرم القدسي الشريف.

وتشهد شوارع القدس انتشارًا مكثفًا لقوات و شرطة الاحتلال، فيما تسود أحياء المدينة حالة من التوتر الشديد، في ضوء دعوات فصائلية وشعبية للنفير و مقاومة الاحتلال والثأر للشهيد معتز حجازي، الذي استشهد صباح الخميس برصاص الوحدات الخاصة الإسرائيلية بتهمة أنه هو من حاول اغتيال الحاخام الإسرائيلي المتطرف إيهودا غليك، مساء الأربعاء الماضي، وأصابه بجروح خطيرة.

وشيّع المقدسيون، فجر الجمعة، جثمان الشهيد حجازي، حيث وري جثمانه الطاهر الثرى، ودفن في مقبرة باب الساهرة، في شارع صلاح الدين، في القدس المحتلة.

وسلّمت سلطات الاحتلال جثمان الشهيد عند المقبرة، قبيل منتصف الليلة الماضية، بعد أن فرضت طوقًا عسكريًا، ونصبت حواجز في شارع صلاح الدين، بغية منع جموع المواطنين من المشاركة في التشييع، إلا أنَّ المئات من الشبان المحتشدين الذين منعهم الاحتلال من المشاركة في التشييع داخل المقبرة، هتفوا للشهيد والأقصى متحدين بحناجرهم الحصار العسكري الاحتلالي المشدّد.

وكانت محكمة الاحتلال قد فرضت قيودًا بتحديد عدد المشاركين بالتشييع لـ٤٥ شخصًا فقط، وتسليمه عند المقبرة، دون أن يتم لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه في حي الثوري من بلدة سلوان، حيث منزله.

وكانت وحدة خاصة إسرائيلية اغتالت الشهيد بدم بارد داخل منزله، بعد أن تسللت لبيت العائلة، وهي تتخفى باللباس المدني، واستهدفته مباشرة بالرصاص الحي.

وشهدت مدينة القدس المحتلة توترًا شديدًا، منذ الخميس، بعد اغتيال الاحتلال حجازي، وفرض حصار مشدد على المسجد الأقصى، وأغلقت أبوابه، الخميس، أمام المصلين كافة، إلا أنها أعادت فتحه، الجمعة، بضغوط أميركية، وفق ما أكدته مصادر إسرائيلية.  

وقررت شرطة الاحتلال مواصلة حصارها على المسجد الأقصى المبارك، عبر فرض قيودها على المصلين لإداء الصلاة.

وأعلنت شرطة الاحتلال، في بيان لها، أنها قررت منع الرجال الذين تقل أعمارهم عن الـ50 عامًا، من الدخول إلى الأقصى لأداء صلاة الجمعة فيه، ونشر 2800 شرطي وجندي من " حرس الحدود " إضافيين في أحياء القدس.

وجاء الانتشار العسكري الإسرائيلي المكثف في القدس في حين دعت حركة " الجهاد الإسلامي "، إلى "جمعة غضب نصرة للقدس"، كما دعت حركة " فتح " إقليم القدس إلى جمعة نفير وغضب في وجه الاحتلال الإسرائيلي، إثر اغتيال قوات الاحتلال الشهيد معتز حجازي.

ودعت الحركة الإسلامية في الداخل المحتل الفلسطينيين في القدس الشريف، إلى تكثيف رباطهم وتواجدهم في المسجد الأقصى المبارك، وألا يتوانوا أبدًا في المشاركة في مسيرات شد الرحال إليه