بغداد ـ جعفر النصراوي
أعلن مجلس القضاء الأعلى في العراق، الجمعة، أن آمر فوج حماية وزير المال رافع العيساوي معتقل لدى الأجهزة الأمنية منذ يومين، وقد اعترف أثناء التحقيق بتنفيذ أعمال إرهابية بمشاركة تسعة عناصر من حماية الوزير، مؤكداً في الوقت نفسه أن عمليات الاعتقال استندت إلى مذكرات قبض رسمية. وقال المتحدث باسم مجلس القضاء الأعلى عبد الستار البيرقدار، لـ"العرب اليوم"، إن "محكمة التحقيق المركزية في بغداد أكدت أنه تم إصدار أمر قبض بحق آمر فوج الحماية وهو برتية رائد في الجيش ويدعى محمد الجنابي على إثر اعترافات متهمين آخرين اعتقلوا في فترات سابقة وفق المادة 4 إرهاب. وأضاف البيرقدار، أن "أمر القبض على المتهمين صدر من قبل قاضي التحقيق، وتم اعتقال تسعة من أفراد فوج حماية العيساوي". ولم يبين البيرقدار فيما إذا كان وزير المال نفسه متورط في الأعمال الإرهابية التي يجري التحقيق فيها، مكتفيا بالقول إن التحقيقات جارية وسوف تكشف التفاصيل كاملة عند اكتمال التحقيقات. وكانت قوة أمنية خاصة اعتقلت عدد من أفراد حماية وزير المال العراقي رافع العيساوي خلال عملية دهم لمنزل الوزير وسط بغداد، فيما طالب وزير المال العراقي رافع العيساوي، في بيان صدر عن مكتبه، الجمعة، وتلقى "العرب اليوم" نسخه منه بإطلاق سراح أفراد حمايته، مؤكداً أن عملية الاعتقال تمت من دون الاستناد إلى أي أمر قبض من القضاء العراقي، كما دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى الاستقالة وطالب مجلس النواب بتفعيل مطلب حجب الثقة عن الحكومة. فيما ردت وزارة الداخلية ببيان مقتضب، الجمعة، قالت فيه إن العيساوي كان على علم مسبق بمذكرات القبض التي صدرت بحق أفراد حمايته، مشددة على أن عملية الاعتقال تمت بمتابعة من قبل مجلس القضاء الأعلى، لافتة إلى أن عدد المعتقلين يبلغ عشرة. يذكر أن وزير المالية رافع العيساوي، هو أحد قادة القائمة العراقية الذي يتزعمها إياد علاوي، وهو رئيس كتلة تجمع المستقبل الوطني النيابية التي تملك سبعة مقاعد في مجلس النواب. وفي السياق ذاته طالب مجلس علماء الفلوجة، المكون السني بالانسحاب "الفوري" من العملية السياسية احتجاجًا على اعتقال عناصر حماية وزير المال رافع العيساوي. وقال رئيس المجلس الشيخ مشعان السعود في كلمة ألقاها خلال تظاهرة وسط الفلوجة الجمعه "على أبناء المكون السني الانسحاب من حكومة نوري المالكي الطائفية دون تأخير". ودعا السعود رئيس الوزراء نوري المالكي إلى "احترام المكون السني والكف عن استهداف رموز السنة وترك منهج الإقصاء الذي يتعرض له المكون السني في كافة مؤسسات الدولة"، كما دعا القيادي في القائمة العراقية صالح المطلك، أعضاءها، إلى الانسحاب من مجلس النواب والحكومة والعملية السياسية إذا لم يتم إشراكها في تحقيقات قضية أفراد حماية العيساوي. وأفاد مصدر في شرطة الأنبار غربي العراق بأن الأجهزة الأمنية كثفت إجراءاتها في مدينة الفلوجة على خلفية دعوات مساجد المدنية للخروج بتظاهرات احتجاجاً على اعتقال عناصر من حماية وزير المالية رافع العيساوي، وقال المصدر لـ"العرب اليوم"، إن "المئات من أهالي محافظة الأنبار تظاهروا على الطريق الدولي السريع بين بغداد وسورية والأردن وقاموا بقطعه، احتجاجا على "استهداف رموز أهل السنة في العراق"، مؤكداً أنهم منعوا مرور السيارات والشاحنات.