أعلن مكتب حقوق الإنسان في الجنوب العراقي، الأربعاء، عن تبادل 153 من رفات ضحايا الحرب العراقية الإيرانية التي امتدت نحو ثماني سنوات بين الجانبين وذلك عبر منفذ الشلامجة الحدودي. وأوضح مكتب حقوق الإنسان أن غالبية الرفات التي تم تَبادلها اليوم هم من  "مجهولي الهوية"، في حين كَشفت لجنة الشهداء في محافظة البصرة عن "تَشكيل فريق متخصص مشترك بين البلدين للبحث عن رفات الحرب بمساعدة آليات إيرانية متطورة. وقال مدير مكتب حقوق الإنسان في الجنوب العراقي مهدي التميمي لـ"العرب اليوم"، إن "الجانب العراقي تسلم، الأربعاء، رفات 20 جنديًا عراقيًا بينهم إثنان معلومي الهوية، وسلم للجانب الإيراني رفات 133 جنديًا بينهم 55 معلومي الهوية من ضحايا حرب السنوات الثماني بين البلدين، ضمن مذكرة التفاهم والتنسيق المشترك التي وقعت بين الجانبين في جنيف 2008، برعاية اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وأضاف أن عملية التسليم جاءت لتكثيف إجراءات التنقيب والبحث عن الرفات وتسليمها، والكشف عن مصير المفقودين من الجانبين"، مشيرًا إلى أن "الضحايا العراقيين سيتم تسليمهم إلى شعبة استلام الشهداء في مركز الزبير، لاستكمال الإجراءات القانونية وفحص الحمض النووي بالتعاون مع وزارة الصحة، لهدف التعرف على هويتهم وتسليم المعلومين إلى ذويهم". وكشف رئيس لجنة الشهداء في مجلس محافظة البصرة، حسين علي حسين، عن "وجود فريق متخصص مشترك من العراقيين والإيرانيين للبحث عن رفات الحرب، ولا يزال هذا الفريق يعمل في قضاء الفاو جنوب العراق حتى تم التعرف على العديد من الضحايا، وبعد جمعهم يتم تسليمهم إلى مركز الشهداء في البصرة"، مضيفًا أن "أليات إيرانية متخصصة ومتطورة ستشارك خلال الأيام المقبلة للبحث عن الرفات وبذل الجهود لإنهاء هذا الملف العالق حتى استكمال جميع ما تبقى من بقايا ضحايا الحرب، وأن الرفات مجهولة الهوية، سيتم إرسالهم إلى مركز الطب الشرعي في بغداد، لإجراء فحص الحمض النووي من أجل التعرف على هويات أصحابها". وأعلن مكتب وزارة حقوق الإنسان العراقية في محافظة البصرة، في الأول من شباط/فبراير 2011، عن تسلمه من الجانب الإيراني رفات 38 جنديًا عراقيًا قُتلوا خلال الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينات القرن الماضي، وأن خمسة منها سيتم تسليمها إلى ذويها، فيما أكدت شعبة تسليم وإستلام الشهداء في المحافظة أن الشريط الحدودي بين البلدين لا يزال يحتوي على رفات آلاف الجنود. ووَقع العراق وإيران في جنيف برعاية الصليب الأحمر، مذكرة تفاهم في تشرين الأول/أكتوبر من 2008، لهدف تكثيف إجراءات البحث عن الُرفاة والكشف عن مصير المفقودين في أسرع وقت، فضلاً عن تسليم رُفاة الموتى والتنسيق المشترك في مجال جمع وتقاسم المعلومات، ولاسيما تلك المتعلقة بأسرى الحرب. وشهد منفذ الشلامجة الحدودي في محافظة البصرة، نحو "590 كيلومترًا جنوب بغداد"، في العام 1996، إجراء أول تبادل لرفات عسكريين قُتلوا خلال الحرب العراقية الإيرانية "1980-1988"، حيث بَلغت عمليات التبادل بين البلدين حتى الآن 25 عملية، خَمسة منها نفذت بعد العام 2003، وتسلم العراق حتى الآن رفات 2139 عسكريًا عراقيًا، فيما تسلمت إيران رفات 1451 عسكريًا إيرانيًا. يُشار إلى أن قاطع شرق البصرة وجنوبها، كانا قد شهدا معارك ضارية خلال الحرب التي خاضها البلدان، وراح ضحيتها ألاف من العسكريين من الجانبين على مدى 8سنوات