المخابرات الإسرائيلية


بات جهاز الهاتف الخلوي، أو الجوَّال، أو المحمول، من أهم العملاء المستخدَمين لدى الاحتلال الإسرائيلي لتتبع رجال المقاومة في حلهم وترحالهم رغم اتخاذهم كل احتياطاتهم الأمنية لإخفاء تحركاتهم، وخاصة حفر أنفاقهم.

ورغم المحاذير الأمنية التي تنتهجها المقاومة في تقنية بناء الأنفاق وإخفائها عن المتربصين، إلا أن بعض الأنفاق تم استهدافها أثناء العدوان الأخير على قطاع غزة، وكانت الشكوك تدور حول مراقبة العملاء لأعمال الحفريات ومن يقوم بها، ربما نكون قد لامسنا جزءًا من الحقيقة، لكن الحقيقة التي لم يدركها بعض عناصر المقاومة أن هناك أسبابًا أخرى تؤدي إلى كشف مداخل الأنفاق بسهولة.

ووفق موقع مجد الأمني التابع لكتائب عز الدين القسام فإن رجل المقاومة الذي يخرج متخفيًا مراعيًا كل الاحتياطات الأمنية للعمل في الحفريات داخل الأنفاق يجهل أنه يحمل برفقته عميل صغير لا يتجاوز كف اليد يراقبه أينما ذهب، والكثير ممن يعملون في الأنفاق يصطحبون هواتفهم معهم دون علم منهم أن هذا الجوال يمكن للاحتلال وأذرعته الأمنية أن تحدد من خلاله مكان بداية النفق.

ويكفى أن تحدد أن شخص ما يعمل في الحفريات، عندها يتم تتبعه من خلال جواله في كل يوم وتحديد مكان عمله بدقة، في الغالب عناصر المقاومة العاملة بالأنفاق تقوم بإغلاق الجوال عند بداية دخولها للنفق، وهذا كافٍ للمخابرات لتحدد مكان العين للنفق؛ فنقطة قطع الاتصال مع محطة الاتصالات تمثل نقطة بداية عين النفق.

وقد أثبتت كل الأحداث التي تم فيها استهداف عيون الأنفاق، كانت ناتجة عن اصطحاب عناصر المقاومة لجوالاتهم وإغلاقها عند باب النفق.

تستطيع  محطة الاتصال تحديد مكان آخر إشارة للهاتف المحمول قبل إغلاقه أو فقد الاتصال معه، هذه النقطة تمثل دائرة الاستهداف للمخابرات الإسرائيلية وطائرات الاحتلال.

ولقطع الطريق على الاحتلال الإسرائيلي وتتبعه لرجال المقاومة وجه موقع مجد الأمني عدة نصائح للمقاومين العاملين بالأنفاق سواء بالحفريات أو المستخدمين لها لأغراض أخرى عدم اصطحاب الهواتف الخليوية بأي شكل من الأشكال حتى لو تم إغلاقها، وإبقائها في مناطق بعيدة عن مداخل الأنفاق ومناطق العمل الجهادي.
كما أوصى بتغيير الشرائح والجوالات معًا من حين لآخر حتى لا يتمكن الاحتلال من الوصول للمقاومين وتحديد أماكن تجمعهم والتجسس عليهم من خلالها.