مسلحو "القاعدة"

أسقط أنصار تنظيم "القاعدة" في مدينة المكلا اليمنية، معسكرًا ضخمًا للجيش اليمني، بالإضافة إلى سيطرتهم على منشأة نفطية كبرى، ما يزيد المخاوف من قدرة التنظيم على إخضاع مناطق يمنية أخرى مستغلاً انفلات الأوضاع بسبب الحرب والقتال بين جماعة الحوثيين والموالين للشرعية.

وانسحبت وحدات الجيش اليمني المكلّفة بحماية حقول مسيلة، أكبر الحقول النفطية في اليمن، وتولى رجال القبائل حراستها، فيما تحدّث مصدر عسكري عن مقتل قيادي في جماعة الحوثيين و36 آخرين بغارة على مواقع في عدن.

وتكثفت وتيرة غارات التحالف على مواقع للحوثيين في صنعاء وتعز، وكتب الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح على "فايسبوك"، أنه مصرّ على البقاء في البلد، علما أنه مُدرج على لائحة العقوبات بموجب قرار لمجلس الأمن، نتيجة تحالفه مع جماعة الحوثيين التي انقلبت على الشرعية.

واستفاد تنظيم "القاعدة" من انفلات الأوضاع، واستولى الخميس على مطار المكلا، كبرى مدن محافظة حضرموت، حيث استولت قبائل على مرفأ نفطي، وبات التنظيم يسيطر على مجمل مدينة المكلا التي يزيد عدد سكانها على 200 ألف شخص، وفق مصادر عسكرية، لكن ثكنة مازالت تفلت من سيطرته.

وأكدت مصادر مطّلعة مقتل عنصرين من "القاعدة" في هجوم جديد لطائرة أميركية من دون طيار، في حين شنت طائرات التحالف غارات ليلية على قافلة للحوثيين كانت متوجهة نحو القطاع القريب من مضيق باب المندب الاستراتيجي.

وبيّن المسؤول المحلي عبد ربه المحولي، أن "عشرين متمرداً قُتِلوا في هذه الغارات الجوية التي دمّرت دبابتين وأربع مدرّعات" لنقل التعزيزات، وذكر أن "خمسة متمرّدين أسرتهم اللجان الشعبية" الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، خلال معارك عنيفة سبقت تدخُّل الطيران، مشيرًا إلى أن القافلة التي تعرّضت للهجوم انطلقت من قاعدة العند الجوية في محافظة لحج، لإيصال تعزيزات نحو باب المندب على خليج عدن والبحر الأحمر، وكذلك نحو حي في عدن حيث تقع مصفاة نفط.

وأفاد مصدر عسكري أن الحوثيون في مدينة تعز يحاولون السيطرة على الفرقة 35 للجيش الموالية للرئيس هادي، واندلعت معارك عنيفة أسفرت عن مقتل 16 شخصا، وبين القتلى ثمانية متمرّدين وثلاثة من المقاتلين الموالين للرئيس اليمني وجندييين.

و أطلقت الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني في اليمن، نداءً عاجلاً للحصول على مساعدة إنسانية بقيمة 274 مليون دولار، لتلبية حاجات 7.5 مليون يمني، وأكد منسّق المساعدات الإنسانية يوهانس فان دير كلو، أن آلاف الأسر فرّت من منازلها وتجد "صعوبة في الحصول على المياه أو العلاج أو الغذاء أو الوقود".