تزامنًا مع الذكرى الثانية للثورة السورية التي انطلقت في 16 آذار/ مارس العام 2011 بدعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتظاهر في دمشق ودرعا مهد الثورة السورية، باتت القذائف السورية الآن على أبواب القرى اللبنانية، وتحولت التهديدات السورية  منذ يومين إلى أمر واقع جديد. فبعد أقل من أربع وعشرين ساعة على إعلان سورية أنها ستقصف العصابات المسلحة التي توجه نيرانها من لبنان كما قالت، بدأت النيران السورية تصل الأراضي اللبنانية. فبعد الظهر سقطت قذائف على المناطق الحدودية الشمالية، كما دارت اشتباكات قوية قبالة عدة بلدات في عكار، ما أدى في النهاية إلى سقوط عدد من الجرحى اللبنانيين، ولا سيما في بلدة القشلق، إذ أصيب اثنان من مواطنيها اللبنانيين. وشهدت لبنان قصفًا متقطعًا استمر طيلة ليل الجمعة – السبت وحتى ساعات الفجر الأولى على بعض مناطق عكار التي أطلقت في اتجاهها أيضًا نيران المضادات من الجانب السوري، مما أدى إلى إصابة شخص. وكانت المراجع اللبنانية اهتمت بالتهديد السوري للبنان بقصف المعارضة، في وقت رست ثلاث بوارج حربية روسية في مرفأ بيروت، في طريقها إلى طرطوس. وفيما شدد الرئيس سليمان من ساحل العاج على إعلان بعبدا والنأي بالنفس، تداول الرئيس بري مع الرئيس ميقاتي تطورات الأوضاع. وعبر مجلس الأمن عن قلقه العميق إزاء تداعيات الأزمة السورية على الاستقرار اللبناني، في بيان رئاسي للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون  رحب به رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وتزامنت المواقف دخول القضاء اللبناني على خط الاشتباك السياسي من دون خلفيات سياسية بإدعائه على عشرة أشخاص، بينهم شادي المولوي بجرم الانتماء إلى جبهة النصرة، والقيام بأعمال إرهابية ونقل أسلحة بين لبنان وسورية، لكن المولوي استخف بالادعاء وأكد علنًا أنه "لن يمثل أمام القضاء".