"داعش"

نظرت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى في البحرين برئاسة القاضي محمد بن علي آل خليفة، وعضوية القاضيين ضياء هريدي وهيثم عبدالحي وأمانة سر ناجي عبدالله محاكمة 24 متهما أعمارهم بين (16 عاما و42عاما)، وأبرزهم منظّر تنظيم داعش تركي البنعلي، هو وإخوانه الثلاثة ومدرس، بواقعة الانضمام إلى تنظيم داعش، في أول جلسة لها.

واستغل أحد المتهمين الـ24 وظيفته معلما في حث الطلاب على الانضمام إلى التنظيم، ثم التوجه إلى القتال في الأراضي السورية والعراقية، بينما قررت المحكمة، الأربعاء، تأجيل الدعوى إلى 5 يناير/كانون الثاني المقبل للاطلاع والمرافعة مع استمرار حبس المتهمين الثمانية، إذ إن هناك 16 متهما هاربين.

تشير أوراق الدعوى، التي حضر جلستها الأولى 7 متهمين من الثمانية المحبوسين على ذمة القضية، إذ يقضى أحدهم عقوبة السجن في واقعة أخرى، إلى أن المضبوطات التي عُثر عليها بحوزة المتهم الثاني تشمل بيانا لمبايعة زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي، ومقاطع صوتية بشأن التنظيم، وفيديو لمقاطع قتالية، ومقاطع يظهر فيها المتهم الأول.

وعثر داخل المنزل على سيف وذخائر لأسلحة هوائية تندرج ضمن قانون المفرقعات والأسلحة والذخائر، ومقطع فيديو باسم رسالة لأهل البحرين يظهر فيه المتهم 22 يتعدى على نظام الحكم بالبلاد ويحرض على الانقلاب ضده. ودعا المتهم 14 في الفيديو ذاته أهل البحرين للهجرة إلى سوريا والعراق، بهدف القتال ضمن صفوف تنظيم داعش. ويحاكم المتهم الرئيس بالدعوى، إضافة إلى 3 من إخوته غرر بهم وضمهم إلى التنظيم، وشقيقين آخرين تربطهما صلة عائلية بالمتهم الأول.

وكان من المخططات التي شرع في تنفيذها أعضاء الخلية في البحرين تفجير إحدى دور العبادة في عالي، واستهداف المصلين أسوة بما حدث في المملكة العربية السعودية والكويت، بيد أن الجهات الأمنية علمت بنياتهم، وتم إلقاء القبض على ثمانية منهم قبيل تنفيذ جريمتهم.

وتكشفت تفاصيل تشكيل تنظيم داعش الإرهابي في البحرين، عندما دلت تحريات ضابط في جهاز الأمن الوطني على تأسيس ما يُعرف بتنظيم داعش، وأن المتهم الأول هو الرأس المدبر لتلك الجماعة، وهو من يعمل على تجنيد الشباب البحريني لذلك التنظيم، ويحرضهم على القتال في سوريا والعراق.

وأصدر المتهم الأول "ت، أ" العديد من الكتب حول فكر التنظيم، وأسس فرعا له بالبحرين، وبالفعل استطاع التغرير بخمسة متهمين، وتم تنصيبه على أنه المنظر الشرعي للتنظيم الإرهابي، وكلّف المتهمين الثاني والثالث بحض الشباب البحريني على الالتحاق بتلك الجماعة، وسهّل سفرهم إلى سورية من أجل التدريب على حمل السلاح والعمليات العسكرية، وبعد تمكينهم من القتال يسمح لهم بالمشاركة في تلك الأعمال الإرهابية، وكانت وسيلة التواصل بين الأول وأعضاء التنظيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

أما المتهم التاسع، مدرّس، (42 عاماً)، فاستغل وظيفته مدرسا في نشر الفكر التكفيري المتطرف بين تلامذته، وحضهم على الانضمام والقتال في صفوف تنظيم داعش الإرهابي. وكشف المزيد من التحريات أن المتهمين الخامس والسادس والسابع التحقوا بالتنظيم من خلال شخص سبق أن سافر إلى سورية ويقاتل مع تلك الجماعة الإرهابية، ولقي حتفه هناك، فيما ضم المتهم 22 آخرين.