الجنرال محمد مدين

أنهى قائد جهاز الاستخبارات الجزائرية الجديد الجنرال بشير طرطاق، أسطورة سلفه الجنرال محمد مدين (توفيق) الذي أُحيل على التقاعد، بظهوره العلني أمام الصحافة في تجمّع لقادة الشرطة الأفارقة. وجلس طرطاق إلى جانب مدير الحماية المدنية لابساً زياً مدنياً.

وحضر الجنرال طرطاق افتتاح أعمال دورة الشرطة الأفريقية، التي تحتضن الجزائر مقرها تحت اسم «أفريبول" وكان واضحاً تعمد طرطاق الحضور ولفت انتباه الصحافة والمصورين إلى جلوسه في الصف الأول برفقة قائد الحماية المدنية.

وأنهى ظهور قائد الاستخبارات الجديد عهد الرجل الشبح على رأس هذا الجهاز الذي ظلت صورته واسمه في السنوات الماضية من «المحرمات». ويأتي ظهوره للعلن لنقل رسالة من السلطة التي باتت ترفع شعار الدولة المدنية. يُذكر أن اللواء بشير طرطاق (عثمان) الذي اشتهر بمحاربته الإرهاب، أشرف على عملية أزمة الرهائن الذين احتجزهم متشددون تابعون لتنظيم «القاعدة» في مجمّع «تيغنتورين» في عين أمناس في كانون الثاني (يناير) 2013.

ويتهم حلفاء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الجنرال «توفيق» بالعمل في سرية تامة وتشكيل دولة موازية، فيما يعِدُون حالياً أن يتصرف هذا الجهاز بشفافية مطلقة. وقد يكون ظهور طرطاق تمهيداً لترسيخ هذه الصورة.

وشهدت مسيرة الجنرال طرطاق المهنية شهرة في التسعينات، على ضوء سنوات العنف والإرهاب في الجزائر، بسبب قرار المؤسسة العسكرية وقف مسار الانتخابات الاشتراعية في عام 1992 مباشرة بعد نهاية الدورة الأولى من الانتخابات التي فاز فيها حزب «جبهة الإنقاذ الإسلامية» بالغالبية. وانهارت الثقة بين طرطاق ومدين العام الماضي لأسباب مجهولة.

ويحمل ظهور طرطاق في مناسبة دولية احتضنتها الجزائر، رسالة للخارج كما الداخل، تحاول الرئاسة عبرها تسويق صورة جديدة تدفع عنها تهمة تصفية الحساب مع الفريق الأمني السابق لأسباب سياسية. كما أتت مشاركة رئيس الاستخبارات الجديد في مؤتمر «أفريبول» عقب الرسالة الشهيرة التي أصدرها «توفيق» للرأي العام الأسبوع الماضي، وشكّلت أول تصريح علني باسمه، بهدف محو آثار هذا الظهور المفاجئ.