قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي،الجمعة، أن الاحقاد والبغضاء والكراهية لا تبني الأوطان ولا تشيد الحضارات، بل الذي يبني الحضارات ويعمر البلدان هو الحوار والمحبة والأخوة والتعاون ونبذ العنف والتطرف والإرهاب، داعياً الشباب العراقي إلى عدم الالتفات لدعوات التحريض والفتنة، وألا يكونوا وقوداً لحروب ونيران يشعلها الأعداء. وأضاف في تهنئته للشعب العراقي بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك في بيان صحفي تلقت"العرب اليوم" نسخة منه "اتوجه بهذه المناسبة للعراقيين جميعاً بكل ألوان الطيف العراقي البهيج من عرب وكرد وتركمان وايزيديين وشبك ومن مسلمين ومسيحيين وصابئة من كل الأعراق والأديان والمذاهب أن يكونوا يداً واحدة وقلباً واحداً وأن ينظروا إلى المستقبل وينبذوا دعوات التحريض والطائفية ويفتحوا قلوبهم لبعضهم البعض". ودعا المالكي في تهنئته المرأة العراقية إلى المزيد من الحضور الفاعل والإقدام على تحمل المسؤولية في كل ميادين العمل العلمي والسياسي والفني والثقافي والأدبي وغيرها". كما دعا العشائر العراقية وجميع صنوف المجتمع من عمال وفلاحين ورجال أعمال وتجار وصناعيين وكسبة ونقابات ومنظمات مدنية، إلى التعاون فيما بينهم والتعاون مع الدولة وأجهزتها المختلفة لرفعة بلدنا وإعلاء شأنه بين بلدان العالم. وشدد على أنه لا يليق بمهد الحضارات وموطن الأبطال والأفذاذ على مر التاريخ إلا أن يكون نجماً ساطعاً في سماء العالم، ولا يكون كذلك إلا بتكاتف أهله وتوحدهم وتصميمهم على المضي قدما مهما كانت الصعاب. لتكن إبصارنا مشدودة إلى أعالي الأمور لا إلى صغائرها". وقال "لنرتفع فوق الخلافات الجانبية والمعارك المفتعلة ولنرتقي إلى مستوى الهموم الكبيرة التي بحجم العراق وشعبه الكريم". ووجه المالكي كلمة إلى الشباب قائلاً "أنتم أملنا، وعليكم تتوقف نهضة البلاد ومستقبلها، وإنكم والحمد لله تشكلون الغالبية العظمى من المجتمع فكونوا عوناً لبلادكم وسنداً لأمنه واستقراره وبنائه في كل الميادين وحصناً منيعاً له أينما كنتم، في ميادين المعرفة وطلب العلم أو في حقول العمل والإعمار والبناء أو في ساحات الثقافة والفن والرياضة والإبداع ". واستطرد قائلاً "لا ينهض بلدكم إلا بكم وبتكاتفكم بوعيكم وتفانيكم وعقلكم المبدع وسواعدكم المفتولة نبني العراق لبنة فلبنة وخطوة بعد خطوة". وأضاف "لا تسمعوا للأصوات المفرقة ولا تلتفتوا لدعوات التحريض والفتنة لتكونوا قوة العراق الدافعة نحو المزيد من التقدم والإزدهار والرقي ولا تكونوا وقوداً لحروب ونيران يشعلها أعداؤنا لإعاقة نهضتنا وسلب إرادتنا في البناء والإعمار". ودعا المالكي الشركاء السياسيين جميعاً إلى التنافس فيما يخدم البلد ويعزز وحدته ويجعله أكثر رفعة وعزة وازدهار.   وتابع: "أقول للعلماء وائمة المساجد ومثقفي العراق وأدبائه وشعرائه وفنانيه وإعلامييه ورياضييه وكل مواهبه الخلاقة في الداخل والخارج أن بلدكم بحاجة اليكم، بحاجة إلى كل كلمة تكتبونها أو إبداع تسطرونه أو قصة تروونها أو نتاج فني أوعلمي تبدعونه. إنه بحاجة إلى حرصكم وصدقكم وتفانيكم. إنه لا يبنى ويتعافى إلا بكم جميعا بدون استثناء لأي طاقة أو جهد أو موهبة مهما كان نوعها أو لونها أو حقلها".