عاد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى العاصمة صنعاء، فجر الاثنين، بعد لقاءات مكثفة أجراها في عدن (كبرى مدن الجنوب اليمني)مع قوى وفصائل في المعارضة الجنوبية المطالبة بالانفصال عن شمال اليمن، في محاولة أخيرة منه لإقناعهم بوقف الاحتجاجات التصعيدية والموافقة على المشاركة في الحوار الوطني الشامل المرتقب في الـ18 من آذار/مارس الجاري. وفي حين ذكرت المصادر الحكومية اليمنية، أن عدداً من قيادات "الحراك الجنوبي" أعربت عن رفضها للفوضى في الجنوب، وأعمال العنف، ووافقت على المشاركة في الحوار، بناء على تطمينات من هادي، أكدت  من جهتها، قيادات جنوبية أخرى أنها تتمسك بالانفصال والنضال السلمي، لإنهاء الوحدة مع شمال اليمن مشترطةً أن يكون الحوار ندياً بين الشمال والجنوب وأن يفضي إلى تحقيق مطالبهم في استعادة الدولة التي كانت قائمة في جنوب اليمن قبل العام 1990. ودعت هذه القيادات التي تتبنى موقف نائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض المقيم في الخارج، في بيان لها نشر الأحد، أنصارها إلى مواصلة النضال السلمي، بحسب قولها، وترتيب صفوفها لإنشاء"جبهة تحرير الجنوب". في السياق نفسه، بدأت اللجنة الفنية التحضيرية، لمؤتمر الحوار الوطني في اليمن، الاثنين، بالاستعداد لانعقاد المؤتمر الذي من المقرر له أن يستمر ستة أشهر على الأقل، يبحث خلالها ملفات اليمن العالقة وصولاً إلى شكل جديد للدولة ودستور جديد، تنظم بموجبه انتخابات عامة في 2014، لإنهاء المرحلة الانتقالية التي أعقبت تخلي الرئيس اليمني السابق عن الحكم وانتخاب نائبه هادي رئيساً توافقياً، بناء على خطة خليجية مزمنة تحظى بدعم دولي وإقليمي. وتحدثت مصادر محلية عن إقامة الجلسة الأولى من الحوار الوطني في اليمن في مدينة عدن(جنوب البلاد)، إلا أن عودة هادي إلى العاصمة صنعاء، توحي بخلاف ذلك، وتؤكد أن القصر الرئاسي في صنعاء سيكون هو المكان الذي تنعقد فيه جلسات المؤتمر لدواع سياسية وأمنية.