طالب زعيم حزب الأمة رئيس وزراء السودان السابق الصادق المهدي أنصاره بالاستعداد لمشروع العمل لنظام جديد في بلاده، منتقداً في خطاب مطول مساء السبت في حشد لأنصاره، النظام الحاكم في بلاده، مطالباً إياه بالرحيل بعد ربع قرن من الزمان قضاه في الحكم، مخلفا إخفاقات سياسية واقتصادية وأمنية، وحمّل المهدي النظام الحاكم مسؤولية ما حدث ويحدث حالياً في بلاده.    وقال "كان السودان موحداً فأصبح الآن ممزقاً وبه ست جبهات للحروب، وتدهور اقتصاده وساءت أحوال مواطنه المعيشية، وأحكم عليه العالم الخارجي الحصار، وصدر بحقه قرابة 47 قراراً من مجلس الأمن الدولي وأخيرا دخل إلى أرضه أكثر من 30 ألف جندي أجنبي، وحذر المهدي من نار الفتنة التي يسعي البعض لإشعالها في بلاده، وبين مكونات شعبها.    وأضاف مخاطبا الحزب الحاكم في بلاده (المؤتمر الوطني) صحيح أنك لم تهزم بالضربة القاضية، ولكنك بحساب النقاط فشلت، واعترف بالمطالب التي ترفعها الجبهة الثورية المسلحة في بلاده وتقاتل من أجل تحقيقها النظام الحاكم، وقال إن مطالبها مشروعة لكنه أكد أن تغيير النظام الحاكم بالقوة والذي تتبناه وتعمل من أجله الجبهة مسلك ضار وخطر، كما رحب بزيارة نائب رئيس جمهورية جنوب السودان الدكتور رياك مشار إلى الخرطوم الأحد، وطالب بعلاقات حسن جوار مع جنوب السودان تقوم على المنافع والمصالح المشتركة.    وتحدث المهدي عن علاقاته مع تيارات المعارضة الأخرى في بلاده، واعترف بخلافات واختلافات بينه وبينها يجب العمل على حلها وتجاوزها من خلال ورشة تم الاتفاق على قيامها لتصحيح المسار، ووجه رسالة إلى الشعب السوداني قائلا إن التغيير بالقوة لا يصلح، لكنه طالب الشعب بانتفاضة شعبية قوية تطيح بنظام الحكم أو الجلوس إلى طاولة مستديرة تنظر في مشكلات البلاد وتعمل على حلها.     كما وجه نداء للتيارات السياسية في مصر، وقال إن دوركم كبير ودور مصر مهم على الساحة، وأكد الصادق المهدي أن حالة الاستقطاب الحالية في مصر أمر فيه خطر على مصر وعلى مكاسب الثورة  فيها، مضيفا أن المليونيات تدل على الأزمة، ولابد للأطراف أن تعمل على تجاوز الأزمة، كما تحدث المهدي عن الدور الذي ينتظر الأزهر حالياً، كما أرسل رسائل إلى أمير قطر الجديد مشيدا بأدوار ومواقف الدوحة تجاه قضايا الأمة العربية والإسلامية، وناشد الأمير الجديد بالعمل على الاستمرار في دعم التنمية في الدول العربية وإنشاء صندوق خاص يعمل لتحقيق هذا الهدف.    وشملت رسائل الصادق المهدي الرئيس الايراني الجديد، مشيرا إلى ضرورة أن يتبنى روحاني الحوار مع الخارج، كما تطرق إلى الوضع في سورية وما خلفه النزاع الذي استمر لعامين وأوقع 100 ألف قتيل و4 ملايين لاجئ،  ووصف المهدي الوضع بالمعقد وبالمأساة الإنسانية، وأكد أن حزبه وطائفته متطورة وغير متكلسة وتستوعب التحولات، مشيرا في هذا الصدد إلى تاريخها السياسي وإرثها الفكري وشرعيتها التاريخية والشعبية وكشف أن لقاء  السبت سيتكرر في مناطق أخرى من بلاده في سبيل الضغط على النظام، وقال "على الرئيس البشير ألا يهمل المعارضة"، وأضاف أن بعض رموز الحكم باتوا مثل المعارضة في أحاديثهم ومطالبهم.    واختتم المهدي خطابه مطالبا بقومية الجيش ومراجعة سياسات الحكومة الخاطئة تجاهه، وقال لابد أن تعيد الحكومة قادة الجيش المفصولين إلى الخدمة ولابد أن تتيح دخول الكلية الحربية لأبناء السودان كافة دون تحيز أو انحياز ويجب أن يكون قانون الجيش قانونا وطنياً، وأكد أنه يدعم قومية الجيش والأجهزة الأخرى.