الجيش السوداني

تصاعدت المواجهات العسكرية بين الجيش السوداني ومتمردي "حركة تحرير السودان" برئاسة عبد الواحد نور في ولاية وسط دارفور، فيما ادعى الطرفان تحقيق انتصارات في المعارك المستمرة منذ يوم الجمعة الماضي، بينما حذرت الأمم المتحدة من نذر مواجهة قبلية في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور.

وأكد مسؤول محلي في ولاية وسط دارفور الثلاثاء، تحقيق القوات الحكومية انتصارات كبيرة على حركة نور في مناطق غرب جبل مرة وشرقه وكبدتها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، وسيطرت على مناطق كارا وقبو وصابون الفقر مؤكداً انه لم يتبق من قوات التمرد إلا جيوب محدودة.

وأعلن الناطق العسكري باسم "حركة تحرير السودان" شهاب الدين أحمد إن قواتها تمكنت من صد هجوم واسع شنته  الحكومة على جبل مرة وأجبرتها على التراجع وقتلت عشرات منهم واستولت على 100 سيارة وكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمعدات، مشيراً إلى أن المواجهات وقعت في مناطق صابون الفقر وقورلانبنج ودلو وبرقو وروفتا وكالي كتن وتوري زقد وكننينقا وبلدونك.

وأوضح أن سلاح الطيران الحكومي واصل قصفه للقرى والمدنيين ما تسبب في إحراق مئات المنازل وتشريد مواطنين إلى أعالي الجبال والوديان، لافتاً إلى أن كل المناطق التي هاجمها الجيش وميليشيات متحالفة معه تخضع لسيطرة الحركة منذ عام 2003.

إلى ذلك، أعلن مكتب الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة فرار ألف شخص من بلدة مولي جنوب مدينة الجنينة في ولاية غرب دارفور إثر مقتل أحد أفراد القرية على يد مسلحين، وشهدت المدينة  أخيراً احتجاجات على خلفية احداث مولي ما أسفر عن مقتل 14 شخصاً وإصابة آخرين. وأعرب المكتب الدولي عن قلقه من نذر مواجهة أخرى في مدينة الجنينة بين قبيلتي البني هلبة والمساليت.

واتفق السودان مع الأمم المتحدة على تعديل الطريقة التي تباشر بها المنظمة الدولية تنفيذ طلب الخرطوم خروج البعثة الأفريقية الدولية في دارفور "يوناميد"، وذلك بإعادة الملف إلى لجنة ثلاثية تضم الحكومة السودانية والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، وعدم رفعه مباشرة إلى مجلس الأمن.

وعقد فريق مشترك من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والحكومة السودانية اجتماعات متواصلة في الخرطوم منذ آذار (مارس) الماضي، للتوصل إلى استراتيجية خروج "يوناميد" من إقليم دارفور. وانتقدت الخرطوم في حزيران (يونيو) الماضي، ما اعتبرته تراجعاً من الأمم المتحدة عن اتفاق تمّ التوصل إليه على مستوى الفريق الثلاثي المشترك المكلَّف إعداد تقرير حول استراتيجية خروج البعثة.

وأكد سفير السودان لدى الأمم المتحدة عمر دهب رداً على سؤال حول تأخر خروج البعثة المختلطة من دارفور، على أن الخرطوم اتفقت مع المنظمة الدولية على "تعديل الطريقة التي تباشر بها الأمم المتحدة طلب السودان بخروج يوناميد من دارفور بعد انتقال الإقليم الى مرحلة التنمية".

وينتظر أن تعقد الأطراف الثلاثة اجتماعاً في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا في نهاية الشهر الجاري على هامش القمة الأفريقية لمواصلة النقاش حول استراتيجية الخروج.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أفاد في تقرير سابق أمام مجلس الأمن، بأن الفريق التابع للاتحاد الأفريقي والمنظمة الدولية اقترح على الخرطوم انسحاباً تدريجياً لـ "يوناميد" يبدأ من ولاية غرب دارفور ويكتمل بتوصل الحكومة والحركات المسلحة إلى تسوية.