أعلن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية التونسية عدنان منصر، الجمعة، أن  حركة "النهضة" رشحت وزير الداخلية علي العريض لخلافة حمادي الجبالي المستقيل من منصب رئاسة الحكومة. وجاء إعلان ترشيح علي العريض من قبل حركة "النهضة الإسلامية" صاحبة الغالبية الحاكمة، عقب لقاء جمع رئيس الجمهورية التونسية محمد المنصف المرزوقي مع رئيس حركة "النهضة" راشد الغنوشي، الجمعة، للتشاور في شأن تعيين رئيس حكومة جديد، لخلافة حمادي الجبالي، الذي قدم استقالته الثلاثاء 19 شباط/فبراير الجاري. وقد أﻋﻠﻦ اﻟﻨﺎطﻖ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﺑﺎﺳﻢ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ التونسية ﻋﺪﻧﺎن ﻣﻨﺼﺮ أن الرﺋﯿﺲ التونسي سيلتقي، ﻋﺼﺮ الجمعة، علي اﻟﻌﺮﯾﺾ، وذلك لتكليفه رسميًا ﺑﺘﺸﻜﯿﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪة، مضيفًا أنه سيتم إحالة الملف المتضمن قائمة اﻟﻮزراء وﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ إلى الرئيس اﻟﻤﺮزوﻗﻲ، ومن ثم يتم عرضها على المجلس الوطني الـتأسيسي ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺔ اﻟﻤﺠﻠﺲ، حيث يمنح اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻨﻈﻢ ﻟﻠﺴﻠطة العمومية "الدستور المؤقت للبلاد"، مهلة لرئيس الحكومة الجديدة 15 يومًا للإعلان عن تشكيلته الوزارية. هذا، و قد كان من ﺑﯿﻦ اﻷﺳﻤﺎء المرشحة ﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ التونسية، كل من وزﯾﺮ اﻟﻔﻼﺣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﺎﻟﻢ، ووزﯾﺮ اﻟﻌﺪل ﻧﻮر اﻟﺪﯾﻦ اﻟﺒﺤﯿﺮي، ووزﯾﺮ اﻟﺼﺤﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﯿﻒ اﻟﻤﻜﻲ، فضلاً عن وزﯾﺮ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻋﻠﻲ اﻟﻌﺮﯾﺾ. من جانبه، رحب القيادي في حزب "التكتل" محمد بنور في تصريح خاص لـ "العرب اليوم" بتعيين وزير الداخلية رئيسًا جديدًا للحكومة التونسية، مشيدًا بمواقفه المتزنة وهدوئه، داعيًا العريض إلى "تحقيق التوافق، وتوحيد التونسيين في هذا الظرف الصعب الذي تعيشه البلاد"، مضيفًا "يجب أن يكون علي العريض رئيس وزراء تونس، لا رئيس وزراء حزب النهضة الحاكم"، داعيًا إياه إلى "إعلاء وتغليب مصلحة تونس فوق أي اعتبارات حزبية وانتماءات سياسية". وفي سياق متصل، صرح الناطق الرسمي باسم حزب "التحالف الديمقراطي" محمد الحامدي أن تعيين علي العريض رئيسًا للحكومة يعتبر خطوة أولى باتجاه تحييد وزارة الداخلية، مشيرًا إلى أن "حركة النهضة أصبحت في المدة الأخيرة تعتمد سياسة المناورة، لاسيما وأن أغلب قياديي الحركة يعارضون بشدة تغيير العريض من على رأس وزارة الداخلية، ويعتبرونه كارثة". يذكر أن علي العريض قد عُيّنَ في كانون الأول/ديسمبر 2011 وزيرًا للداخلية في حكومة حمادي الجبالي، وهو مهندس وصاحب خبرة في مجال النقل، ورئيس الهيئة التأسيسية وعضو المكتب التنفيذي لحركة "النهضة"، وقد شغل كل الوظائف القيادية في الحركة.