وزير الخارجية سامح شكري

التقى وزير الخارجية سامح شكري الذي يزور حاليًا أسمرة، بوزير الخارجية الاريتري عثمان صالحظ، بحضور مستشار الرئيس الاريتري أسياس أفورقى للشؤون السياسية يماني اب، حيث تم خلال اللقاء تناول جميع جوانب العلاقات الثنائية التي تجمع بين البلدين الشقيقين، وسبل تحقيق مزيد من تطويرها.

كما تناول اللقاء عددًا من القضايا الإقليمية المهمة، في مقدمتها الأزمة اليمنية وأمن منطقة البحر الأحمر، والتعاون المشترك في مجال مكافحة التطرف، فضلًا عن الوضع في منطقة القرن الأفريقي وتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.
 
وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة "الخارجية" السفير بدر عبد العاطى، أنّ الوزير شكري استهل اللقاء بالتشديد على أنّه مكلف من الرئيس بزيارة أسمرة، "لتأكيد أواصر العلاقات التاريخية التى تربط البلدين، وأن تطلعنا إلى مزيد من تطوير وتعميق هذه العلاقات في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، بما يحقق مصلحة الشعبين الشقيقين، فضلًا عن استكمال التشاور القائم حول الأوضاع في أفريقيا، وخصوصًا في منطقة القرن الأفريقي".

 وأضاف عبد العاطي، أنّ شكري أكد أنّ مصر ملتزمة بالحفاظ على العلاقات القوية والمتينة مع إريتريا والتنسيق معها في مختلف المجالات، فضلًا عن الاستمرار بتقديم جميع المساعدات الممكنة في قطاعات التعليم والصحة، والتنسيق الامنى بين البلدين وتعميق تعاونهما فى مواجهة التطرف، ومحاربة التنظيمات المتطرفة التي تستهدف زعزعة الاستقرار في القارة الأفريقية، وخصوصًا في منطقة القرن الأفريقي.

وتابع، أنّه عبر عن شكر مصر لدعم إريتريا الكامل لترشح مصر للمقعد غير الدائم في مجلس الأمن للفترة ٢٠١٦-٢٠١٧، مجددًا تأكيده أنّ مصر من واقع عضويتها في مجلس الأمن لن تدخر وسعًا في الدفاع عن مصالح الدول الأفريقية الشقيقة وتبنى القضايا الأفريقية.

 وأردف، أنّه وفي معرض تناوله للعلاقات الثنائية مع اريتريا حرص على طرح إمكانية تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين في مجالات تنمية المصائد السمكية، بما يمكن المزيد من الصيادين المصريين من الصيد بطرق شرعية داخل المياه الإقليمية الاريترية الغنية بالثروة السمكية، وذلك في إطار قانوني يحفظ لاريتريا سيادتها ويحترم مياهها الإقليمية ويتيح للصيادين المصريين الصيد بطريقة شرعية في المياه الإقليمية الاريترية.

 وذكر، أنّ شكري ونظيره الاريتري ومستشار الرئيس للشؤون السياسية، ناقشوا بشكل مفصل جملة من المواضيع والقضايا الإقليمية المهمة، وفي مقدمتها الوضع الراهن في اليمن وتداعياته وأمن البحر الأحمر وأمن مضيق باب المندب وخليج عدن لما لذلك من أهمية بالغة على حرية التجارة والملاحة الدولية، كما ناقشوا جميع الجوانب المرتبطة بظاهرة التطرف، وكيفية مواجهة كافة التنظيمات المتطرفة بكل حزم لخطورتها البالغة على الأمن والاستقرار.

 وفى إطار اهتمام مصر واريتريا بالوضع فى منطقة القرن؛ استعرض شكري مع المسؤولين الاريتريين الوضع الراهن في الصومال لخطورته البالغة على الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي، وسبل تحقيق الاستقرار ودعم الحكومة الشرعية ومواجهة حركة الشباب المتطرفة.

 وأشار إلى أنّ جلسة المحادثات أظهرت وجود رغبة مشتركة قوية لدفع العلاقات في جميع المجالات، وخصوصًا التجارية ومزيد من تدفق المنتجات المصرية لما تحظى به من رواج لطى الشعب الاريتري، فضلًا عن تكثيف جهود وأنشطة الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية؛ لتكثيف برامج التدريب وبناء القدرات.

ووجود توافق في الرؤى بين البلدين حول خطورة قضية التطرف وما تمثله من تحديات في المنطقة وسبل التعامل مع الملفات الإقليمية المطروحة.

وأبدى وزير خارجية إريتريا، سعادة بلاده بإتمام هذه الزيارة المهمة في هذا التوقيت، خصوصًا مع استعادة مصر لدورها ومكانتها فى القارة، وأخذًا في الاعتبار التحديات الخطيرة القائمة التي تتطلب دورًا مصريًا محوريًا لمواجهتها، منوّهًا إلى ما لمصر من ثقل إقليمي ودولي يجعلها طرفًا اقليميًا رئيسًا في تحقيق الاستقرار في منطقة تموج بالتهديدات والاضطرابات.