محمد طيب أغا رئيس المكتب السياسي لطالبان

أطاحت الانقسامات داخل "طالبان" برئيس المكتب السياسي للحركة في الدوحة محمد طيب آغا الذي أعلن استقالته من منصبه، مؤكدًا النأي بنفسه عن "النزاع داخل الحركة" الذي نشأ بعد تعيين الملا أختر منصور زعيمًا لها في أعقاب الإعلان عن وفاة مؤسسها الملا محمد عمر.

وأثبتت استقالة طيب آغا صحة تكهنات عن انقسامات حادة داخل "طالبان"، نتيجة التسرع في انتخاب الملا منصور بعد إخفاء نبأ وفاة الملا عمر طيلة سنتين. وتدور شكوك لدى قيادات في الحركة بأن الاستخبارات العسكرية الباكستانية اليد الطولى في ترتيب العملية الانتقالية، لإحكام سيطرتها على الحركة وتوجيه المفاوضات بين الأخيرة والحكومة الأفغانية، بما يتناسب مع المصلحة الباكستانية.

وأبلغت مصادر أفغانية، أن وسطاء داخل الحركة أجروا اتصالات مع طيب آغا لإقناعه بالعدول عن استقالته وتفادي بروز مزيد من الانقسامات، خصوصًا بعد البيان الذي أصدرته عائلة الملا عمر وشككت فيه بشرعية انتخاب خليفة له بصورة غير توافقية ولا تحظى بإجماع.

واستنكرت المصادر، إبراز مواقف علنية معارضة لانتخاب الملا منصور باعتبار ذلك أمرًا غير مألوف بالنسبة إلى "طالبان" ويضعف موقفها التفاوضي، إذ يمكّن الحكومة الأفغانية من اللعب على وتر الانقسامات. وقالت المصادر إن طيب آغا معروف بتأييده الملا برادر الذي كان مقربًا من زعيم "طالبان" الراحل واعتقل لفترة في باكستان ثم أفرج عنه، لكنها أشارت إلى أن برادر لم يعلن ترشيحه لزعامة الحركة ولا معارضته لانتخاب منصور.

وتفادى طيب آغا في بيان استقالته توضيح ملابسات موقفه، إلا أنه يعتقد على نطاق واسع أنه كان سيخسر استقلاليته في التحرك انطلاقًا من الدوحة، ذلك أن الملا منصور لطالما شكا من اتصالات آغا مع الخارج من دون العودة إلى "مجلس شورى" الحركة في كويتا.

واكتفى طيب آغا بالقول إنه "من أجل أن يبقى ضميري مرتاحًا وأحترم مبادئ الملا عمر، قررت إنهاء عملي كرئيس للمكتب السياسي"، وأضاف: "لا أريد التورط في أي بيانات لطالبان ولن أدعم أي طرف في النزاع الحالي داخل الحركة".

واعتبر آغا أن "إخفاء موت الملا عمر سنتين خطأ تاريخي"، وأبدى أسفه لعدم التشاور مع "القادة في أفغانستان" في شأن اختيار الملا منصور ونائبيه الملا هيبة الله أخندزاده الرئيس السابق لمحاكم الحركة، وسراج الدين حقاني نجل جلال الدين حقاني زعيم "شبكة حقاني" المتشددة، وثمة تكهنات بأن المكتب السياسي للحركة في الدوحة أقصي عن مفاوضات جرت بين ممثلين لها وموفدين للحكومة الأفغانية في إسلام آباد برعاية الولايات المتحدة والصين. وعقدت المفاوضات في بداية تموز /يوليو الماضي، لكن جولة ثانية لها أرجئت بعد الإعلان عن وفاة الملا عمر، في تسريبات يعتقد أن الاستخبارات الباكستانية تقف وراءها.

وأفاد مراقبون في باكستان بأن الحركة فقدت كثيرًا من الزخم في ظل الانقسامات الأخيرة، وباتت أكثر خضوعًا لتوجيهات الاستخبارات الباكستانية بعدما كان زعيمها الراحل تعمد إبقاء خياراته مفتوحة، من خلال نقل المكتب السياسي لـ "طالبان" إلى الدوحة، ومنحه صلاحيات لآغا في مجال الاتصالات مع الخارج.