مولود شاوش أوغلو

ينشغل دبلوماسيون في وزارة "الخارجية" التركية بمراجعة عدد من خطط السياسة الخارجية لبلادهم في الشرق الأوسط، مع احتمال تشكيل حكومة ائتلافية يتولى عبرها أحد أحزاب المعارضة حقيبة الخارجية، ما يمهد لتغيير في سياسة أنقرة تجاه المنطقة.

ويبدو هذا الاحتمال قويًا في ظل إصرار أحزاب المعارضة الثلاث على تسلم الحقيبة إذا شكل أي منها حكومة مع حزب "العدالة و التنمية"، كونها تعتبر أن نتيجة الانتخابات أكدت وجهة نظرها الرافضة لسياسات الرئيس رجب طيب أردوغان تجاه سورية ومصر والتيارات الإسلامية في المنطقة.

وازداد الحديث عن التغيير المقبل مع تأكيد وزير "الخارجية" مولود شاوش أوغلو، نبأ لقاء وكيل وزارة "الخارجية" فريدون سينرلي أوغلو، المدير العام لوزارة "الخارجية" الإسرائيلي دوري غولد سرًا في روما للبحث في عودة العلاقات بين البلدين. كما تراقب أنقرة عن كثب التطورات في كردستان العراق ومساعي المعارضة هناك لإنهاء فترة رئاسة مسعود بارزاني، الحليف الأهم لأنقرة في العراق.

وبالرغم من أنَّ هذا التحليل قد لا يروق للرئيس أردوغان وتوجهاته السياسية، لكن فريقًا داخل حزب "العدالة والتنمية" يرى فيه فرصة مهمة كي تتخلص أنقرة من سياسات باتت تشكل عبئًا ثقيلًا، من خلال تسليم وزارة "الخارجية" للمعارضة، وترك مهمة إعادة فتح الأبواب المغلقة إقليميًا لها بعد سنوات عاصفة، فيما يبقى السؤال قائمًا بشأن حدود التغيير المنتظر بعد سنوات ابتعدت فيها السياسة التركية من خطها المألوف بين 2004 و2010.

وكمقدمة لتشكيل الحكومة الائتلافية يشهد البرلمان أولى معاركه السياسية المتمثلة في انتخاب رئيس للبرلمان، في إطار سعي المعارضة لكسر احتكار حزب "العدالة والتنمية" لهذا المنصب منذ 13 عامًا، بعدما انتقلت الغالبية البرلمانية لمصلحتها في الانتخابات العامة.

ويحظى منصب رئيس البرلمان بأهمية كبيرة لأنَّه ينوب عن الرئيس حين يكون خارج البلاد، ويضع أجندة مشاريع القوانين والاستجوابات.

وكان الرئيس أردوغان قال إنه سيؤجل تكليف تشكيل الحكومة حتى انتخاب رئيس للبرلمان من أجل دعم مساعي حزب "العدالة والتنمية" لاقتناص مساندة أحد أحزاب المعارضة للفوز بالمنصب في مقابل وعد بتشكيل حكومة ائتلافية معه.

ورشح حزب "الشعب الجمهوري" زعيمه السابق دنيز بايكال لرئاسة البرلمان، وحزب "الحركة القومية" أكمل الدين إحسان أوغلو، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية. أما حزب "الشعوب الديمقراطية" الكردي، فرشح مير دنغل فرات، القيادي السابق في حزب "العدالة والتنمية"، الذي انشق عنه ليشغل منصبًا قياديًا في الحزب الكردي، فيما ينتظر الجميع مرشح حزب "العدالة والتنمية" للمنصب.