انفجرت سيارة مفخخة، قبل ظهر الأربعاء، في مقر برنامج الأمم المتحدة للتنمية في مقديشو، مما أسفر عن مقتل 15 شخصًا، من بينهم 4 أجانب تصادف وجودهم أثناء الهجوم المسلح الذي أعقب التفجيرات الانتحارية، و7 من المسلحين، و4 من حراس المكتب، فيما أُصيب 11 آخرين معظمهم من المدنيين بجروح متفاوتة. ويأتي الهجوم بعدما شهدت العاصمة الصومالية هدوءًا حذرًا، بعد سلسلة من التفجيرات الانتحارية، راح ضحيتها أكثر من 50 صوماليًا، وأُصيب العشرات بجروح مختلفة. وقالت مصادر أمنية، في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم"، إن مسلحين نفذوا عملية اقتحام لمقر مجمع الأمم المتحدة بعد التفجير الانتحاري، وتمكنوا من الاستيلاء على أجزاء من مكتب المنظمة، ولا تزال الاشتباكات المتقطعة تدور بين حرس المجمع الأممي، وبين المسلحين الذين يتحصنون داخل المكتب، فيما نقلت سيارات الإسعاف عددًا من الجرحى والقتلى إلى مستشفيات مقديشو، وشرعت سيارة الإطفاء إلى إخماد الحرائق التي سببتها التفجيرات الانتحارية. وأضافت المصادر ذاتها، أنه لم تتضح بعد حصيلة ضحايا الهجوم الانتحاري، الذي يعد الأول من نوعه منذ أشهر، بعد الحملة الأمنية التي أطلقتها الحكومة الصومالية لضبط أمن العاصمة. ومن المقرر أن يُعقد مؤتمرًا صحافيًا في القصر الرئاسي من قبل مسؤولي الحكومة الصومالية، للتعليق على الحدث الذي شهدته مقديشو صباح الأربعاء. ونفذت مجموعة مسلحة من حركة "الشباب المجاهدين" الهجوم الانتحاري، والهجوم المسلح على المكتب الأممي، وتمكنت من الاستيلاء على مقر الأمم المتحدة لمدة ساعة، وقتلت خلالها عددًا من عمال المكتب وحراسه في مقديشو، وبعد تبادل إطلاق نار بين حرس المكتب الأممي وبين عناصر حركة "الشباب"، التي يُقال إن عددهم كان خمسة عناصر مسلحة، وصلت فرقة القوات الصومالية المدربة خصيصًا لمكافحة الإرهاب، واستطاعت قتل المهاجمين المسلحين، وحررب مكتب الأمم المتحدة من قبضتهم. وتبنت حركة "الشباب المجاهدين"، عبر تغريدة لها على "تويتر"، مسؤوليتها عن التفجير الانتحاري والهجوم العسكري ضد مكتب الأمم المتحدة في مقديشو، قائلة إنها "قتلت عددًا من المسؤولين الأجانب من الأمم المتحدة" . وقال وزير الداخلية والأمن القومي الصومالي عبدالكريم حسين جوليد، في تصريح صحافي للإعلام المحلي، "إن المجموعة الإرهابية التي نفذت الهجوم المسلح كانت تنوي قتل جميع عمال المكتب الأممي، غير أن قواتنا تمكنت من قتلهم وإنقاذ أرواح عمال المكتب وتحريرهم من قبضة الإرهابيين" . ويثير هذا الهجوم العسكري جملة من التحديات والتساؤلات، حيث كانت الحكومة الصومالية تسعى إلى ضبط أمن مقديشو، غير أن هذا الهجوم يكشف عن عجزها في تحقيق المطلب الأمني، كما أن هذا الهجوم يترك تداعيات خطيرة على الصعيد الدولي، حيث كانت الأمم المتحدة تعتزم نقل مكاتبها الإنسانية والسياسية من نيروبي إلى مقديشو.