معبر "راس جدير" الحدودي

أعادت تونس فتح حدودها البرية مع جارتها ليبيا، بعد إقفالها لمدة أسبوعين إثر الهجوم الانتحاري الذي استهدف حافلة للأمن الرئاسي في العاصمة نهاية الشهر الماضي.

وصرح الناطق باسم وزارة الداخلية التونسية وليد اللوقيني، أن معبر "راس جدير" الحدودي مع ليبيا أُعيد فتحه منتصف ليل الخميس- الجمعة، بعد 15 يوماً من غلق الحدود غداة الهجوم الانتحاري ضد حافلة الأمن الرئاسي الذي أسفر عن مقتل 12 عنصر أمني.

وكان مجلس الأمن القومي التونسي، الذي يضم كبار القادة الأمنيين والعسكريين ووزراء الدفاع والداخلية ورئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، قرر في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) غلق الحدود البرية مع ليبيا لمدة 15 يوماً مع تشديد المراقبة على الحدود البحرية والمطارات.

وأكد الناشط الحقوقي التونسي مصطفى عبد الكبير، استئناف حركة العبور تدريجياً على معبر "راس الجدير" في بن قردان (محافظة مدنين) ومعبر "الذهيبة وازن" في محافظة تطاوين (جنوب).

واعتبر مصطفى عبد الكبير أن "غلق الحدود بين الجارتين تونس وليبيا خطأ كبير ولا تمكن محاربة التهريب والإرهاب بغلق منافذ الحياة أمام سكان المناطق الحدودية"، معتبراً أن المعابر الحدودية ترمز إلى وحدة الشعبين الليبي والتونسي ضد الإرهاب الذي يهددهما.

ومنعت تونس مطلع هذا الشهر الطائرات الليبية من الهبوط في مطار تونس- قرطاج الدولي، ووجهتها نحو مطار صفاقس لدواع أمنية.

ويؤكد مسؤولون أن أغلب منفذي الهجمات الإرهابية في تونس تلقوا تدريبات في معسكرات ليبية، منهم منفذا الهجوم المسلح على متحف باردو قرب العاصمة التونسية ومنفذ الهجوم على المنتجع السياحي في محافظة سوسة هذا العام، وخلف الهجومان حوالى 59 قتيلا من السياح.

وذكرت وزارة الداخلية أن كميات السلاح والمتفجرات المكتشَفة في محافظات عدة خلال السنوات الـ3 الماضية هُرِّبت من ليبيا.

في غضون ذلك، أعلن وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني في مؤتمر صحافي عقده أول من أمس، أن وزراء دفاع مبادرة "5+5" أكدوا على ضرورة الوصول إلى توافق سياسي للخروج من الأزمة الليبية، واعتبروا أن العمليات العسكرية لن تحل المشاكل.

وأكد وزير الدفاع أن وزراء المبادرة اتفقوا على أن "الحل الوحيد يكمن في إيجاد حل سياسي يقضي بتكوين حكومة توافق واحدة تمثل كل الشعب الليبي".

وتضم مبادرة "5+5" وزراء دفاع دول المغرب العربي وهي تونس وليبيا والجزائر والمغرب وموريتانيا، إضافة إلى 5 دول أوروبية هي فرنسا وإسبانيا وإيطاليا والبرتغال ومالطا.

وعبر الحرشاني عن قلقه من تدهور الوضع في ليبيا، وقال: "نحن واعون إلى الخطورة مع وجود عدد لا يُستهان به من التونسيين الذين ينتقلون إلى ليبيا هرباً من الضربات العسكرية على المجموعات الإرهابية في سورية والعراق".

وأوضح أن "التهديدات مرتبطة بمدى استقرار الأوضاع في ليبيا حيث سيضطر التونسيون المنتمون إلى جماعات إرهابية إلى العودة إلى بلدهم". وتشير تقارير إلى أن أكثر من 5 آلاف تونسي يقاتلون في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية أو في جماعات متشددة أخرى في العراق وسورية وليبيا، يهدد بعضهم بالعودة لشن هجمات في تونس.