الجنرال جوزف دانفورد

دعا رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، جوزيف دانفورد، إلى تحرَك عسكري حاسم لوقف انتشار تنظيم "داعش" في ليبيا، موضحَا أن التنظيم يستغلها لتكون منصة لتنسيق أنشطته عبر إفريقيا. كما أعرب دانفورد عن قلقه من انتشار تنظيم "داعش" في ليبيا دون رقابة، مؤكدَا بأن "القادة العسكريين مدينون لوزير الدفاع والرئيس الأميركي بإيجاد سبيل للتعامل مع توسع التنظيم في هذا البلد.

وأضاف دانفورد، في حديث مع الصحافيين، الجمعة، خلال رحلة لباريس، "لابد أن تتخذ تحركا عسكريا حاسما للتصدي لـ "داعش"، وفي الوقت ذاته تريد أن تقوم بذلك بطريقة تدعم عملية سياسية طويلة المدى". حيث استغل تنظيم "داعش" الفراغ الأمني في ليبيا وانشغال القوات الحكومية بمحاربة ميليشيات متشددة أخرى، ليسيطروا على مدينة سرت الساحلية، قبل أن يتمددوا إلى مناطق متفرقة من البلاد. كما شن التنظيم المتطرَف الشهر الجاري هجمات مكثفة على ميناء رأس لانوف وميناء السدرة، كان آخرها هجوم أدى الخميس، لاشتعال النيران في صهاريج النفط في الميناءين الحيويين.

وقال منسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة التطرَف جيل دو كيرشوف، إن الهزائم التي تكبدها تنظيم "داعش" في وجه التحالف الذي يحارب المتطرفين في سورية والعراق، قد يدفع بعض قادته للانتقال إلى ليبيا. كما حذر دو كيرشوف أيضا في مقابلة له من أن الغارات الجوية التي يشنها التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأميركية والقوات الروسية على تنظيم "داعش"، وكذلك العمليات البرية التي تجريها القوات العراقية والسورية، قد تدفع التنظيم المتطرف إلى تنفيذ المزيد من العمليات في أوروبا على غرار الاعتداءات في باريس التي خلفت في شباط/نوفمبر130 قتيلًا.

ولفت إلى أن تنظيم "داعش" بات في موقع دفاعي، بعد أن طرد من مدينة الرمادي العراقية، وأمام عمليات القصف الجوي الكثيفة التي تستهدف مواقعه في سورية. مضيفًا أنه من المحتمل "أن يغادر قادة من التنظيم إلى ليبيا"، واعتبر أن على الغربيين في حالة كهذه العمل على تدابير لمكافحة التطرف بالتشاور مع حكومة الوحدة الوطنية التي تشكلت الثلاثاء في ليبيا تحت رعاية الأمم المتحدة.

ورأى كيرشوف أنه سيكون من السهل في الوقت الحاضر على تنظيم "داعش" أن ينشط في ليبيا، حيث يعد حوالي ثلاثة آلاف مقاتل "لأنه لا يوجد ضربات جوية ولا حكومة تعمل بشكل كامل". وأضاف "نعلم أن المسؤولين الرئيسيين بالتنظيم في سورية يراقبون ما يجري في ليبيا. لذلك هم يشعرون أن الضغط بات قويا جدا وقد ينزعون إلى محاولة" الانتقال إلى هذا البلد، حيث "تسود حاليا الفوضى العارمة التي يفضلونها".

وتابع، "كلما ازداد الضغط على "داعش"، دفع ذلك هذا التنظيم إلى أن يقرر تنفيذ هجمات في الغرب بخاصة في أوروبا ليظهر أنه يحقق نجاحات". وشدد المسؤول الأوروبي على أنه "سيتعين المزيد من القوات على الأرض للتخلص منهم في الرقة والموصل (في العراق)، لكنني أعتقد أن التحالف بقيادة الولايات المتحدة سجل نجاحات".