أكد رئيس الحكومة اللبنانية المكلف تمام سلام بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في قصر بعبدا أن "البلاد لا تحتمل الفراغ"، معلنا "بدء التحرك في الأيام المقبلة لمعاودة التواصل مع القوى السياسية والمعنيين للعمل الجدي، تمهيدًا لتشكيل حكومة جديدة". وقال رئيس الحكومة المكلف: السلطة التشريعية سلطة أساسية في النظام الديمقراطي، وبالتالي مواكبتها لاحتياجات البلد أمر لا يحتمل الفراغ بأي شكل من الأشكال، وانطلاقًا من ذلك فإن السلطة التنفيذية التي تدير البلاد لا تحتمل الفراغ. من هنا سيبدأ التحرك في الأيام المقبلة لمعاودة التواصل بدءًا من هذه اللحظة مع كل القوى السياسية ومع كل المعنيين للتوصل إلى تأليف حكومة. وأضاف سلام أن "هناك أمانة عند الرئيس المكلف يتفق فيها مع فخامة رئيس الجمهورية لتأليف حكومة جديدة، وفي تجربتي في الفترة الماضية في التواصل مع فخامة الرئيس كنا دائمًا على رأي واحد ورؤية واحدة". وأشار إلى أن "هناك تأييدا موازيًا وأشمل وأكبر لدى اللبنانيين من كل الطوائف والمذاهب لتأليف حكومة ترعى شؤون البلاد، وسنعتمد على حسن نية القوى السياسية لنتمكن من التوصل إلى نتيجة طيبة". وأضاف رئيس الحكومة المكلف أن "هناك استحقاقات كبيرة تواجه الوطن الذي يتداعى في اتجاهات خطيرة تعرض الوطن والمواطنين، وهناك وضع مالي واقتصادي واجتماعي يحتاج إلى المعالجة الفورية على مستوى كل المؤسسات وأجهزة الدولة". متسائلا "لماذا التأخير في السلطة التنفيذية والإصرار على الفراغ، في الوقت الذي تم فيه التمديد للسلطة التشريعية". ولفت سلام الانتباه إلى أن "مهمة تشكيل الحكومة يجب أن تعتمد على حسن نية القوى السياسية، لنتمكن من التوصل إلى نتيجة طيبة"، مشيرًا إلى استحقاقات كبيرة تواجه لبنان لذا من الضروري تشكيل حكومة المصلحة الوطنية لمعالجة الوضع الأمني والاجتماعي والاقتصادي"، ومشددًا على أن "حكومة المصلحة الوطنية يجب أن تأخذ بعين الاعتبار مصلحة الوطن لا مصلحة هذه الفئة أو تلك". وجدد سلام "تمسكه بعدم اعتماد التعطيل وبصيغة 888"، قائلا: يستحسن ألا تكون الحكومة مجلسًا نيابيًا مصغرًا. وشدد على أن "ما يجب التركيز عليه هو أداء الحكومة وليس شكلها، وعلى وجوب وضع مناخ من الثقة ينتج ولا يعطل". وأضاف سلام أن "المهلة بالنسبة لي هي مهلة خدمة وطني بأسرع طريقة ممكنة، ولست مستعدًا لأن أتهاون أو أتساهل في هذه المسؤولية بشكل مفتوح أو إلى ما لا نهاية، ولكنني لا أعد الأيام ولن ألزم البلد ونفسي في تاريخ إلا أن أدبيات التأليف يجب أن تحترم".