يزور رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، الثلاثاء، الخرطوم، تلبيةً لدعوة من نظيره السوداني عمر البشير. وتبحث الزيارة في العلاقات الثنائية والمصالح المشتركة بين الدولتين في مجالات النفط والمعادن والصناعة والمال والتجارة والاستثمار والأمن، وتطبيق اتفاقات التعاون المُوقّعة بين البلدين العام الماضي في المجالات كافة، ووسائل تعزيز العلاقات الاقتصادية. وقال وكيل الخارجية السودانية رحمة الله محمد عثمان، "إن هناك توافقًا بشأن مسار العلاقات بين البلدين، وتم الاتفاق على تجاوز الخلافات القائمة كافة بين البلدين، كما قال الحزب الحاكم في السودان (المؤتمر الوطني) إن الحوار هو السبيل الوحيد لتجاوز العقبات والتوصل إلى تفاهم مشترك مع دولة الجنوب، بما يمكن من بناء علاقات إستراتيجية". واستمع الحزب الحاكم في السودان، الأحد، إلى تقرير بشأن العلاقة مع دولة الجنوب، وتتزامن زيارة سلفاكير مع اقتراب موعد انقضاء مهلة حددتها الخرطوم لوقف نقل النفط الجنوبى عبر الأراضي السودانية. وأعرب حزب "الأمة" الذي يقوده الصادق المهدي، عن أمله بأن تنجح الزيارة، وقال على لسان أمين العلاقات الخارجية في الحزب نجيب الخير عبدالوهاب، "من الأفضل أن تتجه علاقات البلدين إلى التعاون وخدمة مصالح شعبيهما". وطلب الاتحاد الأفريقي من الخرطوم تمديد مهلة تصدير النفط، بهدف التحقيق في اتهامات كل طرف للآخر بدعم وإيواء العناصر المتمردة، فيما يقول خبراء، "إن ملف البترول من الملفات المهة بالنظر إلى أن اقتصاد كل بلد يحتاج إلى عائداته، فالجنوب يعتمد بنسبة تفوق الـ95% على عائدات النفط، بينما تعرّض الاقتصاد السوداني إلى أزمات متلاحقة بسبب فقدانه لعائدات تصدير نفط الجنوب، ومع تحسن العلاقات وتسلّم الحكومة السودانية لدفعتين من رسوم عبور نفط الجنوب بلغت الأولى 236 مليون دولار، ارتفعت الأصوات المطالبة بالاستمرار في تدفق النفط تحقيقًا لمصالح البلدين وشعبيهما. وقال مصدر مطلع، فضل عدم الكشف عن اسمه لـ"العرب اليوم"، "إن اتفاق ترسيم الحدود بين البلدين لم يُنفّذ كما هو مطلوب، وتم الاتفاق على ترسيم قرابة 80 % من الحدود، لكن الطرف الآخر عاد وتنصّل من التزاماته بتنفيذ الاتفاق، وكان الخلاف   ينحصر في السابق على أربع مناطق هي المقينص وكاكا التجارية وجودة وحفرة النحاس، ولاحقا أدخلت ضمن المناطق المختلف بشأنها منطقة 14 ميل جنوب بحر العرب". وأشار المصدر نفسه، إلى أن "وفد حكومة الجنوب، وضمن مسلسل تنصّله المستمر، عاد وطرح في جولة محادثات أديس أبابا، 11 منطقة تقع جميعها ضمن الأراضي السودانية في ولايات سنار والنيل الأبيض وجنوب دارفور"، فيما اتهم الجنوب بعدم  الجدية في ترسيم الحدود مع السودان، قائلاً "إن دولاً بعينها ظلت تدفع الجنوب في اتجاه عدم تطبيق اتفاق ترسيم الحدود بين الدولتين.