أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في كلمة ألقاها في الاحتفال بعيد الجيش في ثكنة شكري غانم في الفياضية، أن خيار اللبنانيين هو الدولة التي يحميها الجيش، معتبراً أنه إذا كان قدر الجيش الدفاع عن الدولة والعلم، فإن خيار المواطنين هو الدولة والجيش بعيداً عن صراعات الطوائف والمحاور، معلناً أن للجيش حقوقاً على الدولة والمواطن, لأنه ليس جسماً مجرداً يعمل بغض النظر عن الدولة والشعب، وأنه جزء منهما, فهو ينشد القرار السياسي من أجل الغطاء والاحتضان الشعبي عبر الدعم, إلا أنه لا ينشد الرعاية إلى حد الهيمنة وأوضح أنه لا أمن وسيادة وكرامة من دون الجيش وقال:"الجيش خط دفاع عن الدولة والمواطنين, لكنه لا يمكنه أن يملأ الفراغ الحكومي والسياسي, ولم يأخذ يوماً على عاتقه معالجة أزمة سياسية أو نزاعاً طائفياً أو انخراط بعض اللبنانيين في القتال الخارجي, تناقضاً مع العقد الاجتماعي الذي تجلى بإعلان بعبدا". وأضاف: "لا يجوز تحميل الجيش أخطاء غيره الجسيمة ومحاسبته على أخطائه الصغيرة، فليس بالمحاسبة عن هذه الأخطاء نمحو الأخطاء السياسية, وتصعب مهمة الجيش إذا ترك وحيداً ومكشوفاً سياسياً, والجيش لا يستطيع أن يملأ الفراغ الحكومي والسياسي ولا يمكن أن يعالج انقساماً طائفياً أو مذهبياً, والمطلوب في هذه الظروف الدقيقة، حملة مع الجيش لا حملة عليه". وقال:"اطمئنوا إن ما حصل وما يخشى حصوله ليس سوى محطات عابرة، ولا يجوز نقل الجيش من موقع الدفاع عن المواطن إلى موقع الدفاع عن نفسه وخصوصاً في حالات الغدر بضباطه وجنوده وتستحيل مهمته إذا استمرت ازدواجية السلاح الشرعي وغير الشرعي". وأضاف:"من أجل حماية المؤسسات من التلاشي وتحصيناً للجيش, لن نقبع في دوامة الانتظار طويلاً، يجب تشكيل حكومة تحظى بثقة الرأي العام ومجلس النواب وتعمل على مواجهة المشاكل وخصوصاً عدد النازحيين المتزايد". وتابع:"لن ننسى متابعة برنامج تجهيز وتسليح الجيش ما يتيح له حصريا الإمسكاك بمستلزمات الدفاع عن سيادة لبنان وحدوده وتأمين ثرواته النفطية بالإضافة إلى تنفيذ بنود القرار بمساعدة قوات اليونيفيل المشكورة، مؤكداً حرص لبنان على قوات اليونيفيل". وقال:" لقد ولى الزمن الذي يكون فيه الجيش ممنوعاً عن الدفاع عن لبنان, وهو لن يكون قوة فصل بين جيوش لبنانية وميلشيات فهو المجسد الدائم لوحدة لبنان واللبنايين". وأكد سليمان وجوب أن تجري الانتخابات النيابية في أسرع وقت, من أجل الاستفتاء على الخيارات الكبرى التي تستدعي المراجعة بعد التغيرات في المنطقة، إذ لا يمكن لأحد الاستئثار برأي الشعوب تحت شعار الظروف الإستثنائية". وقال:"الديموقراطية هي الاعتراف بالآخر لذا ليس مفهوماً النقد المتبادل بين الأفرقاء ولغة المقاطعة والشروط في المؤسسات الدستورية، لذلك من أجل حماية المؤسسات وصوناً للديموقراطية وتحصيناً للجيش لن نتأخر في تشكيل حكومة الصون والمصلحة الوطنية لا حكومة الحصص" ودعا إلى وجوب إعادة النظر بالاستراتيجية الدفاعية خصوصاً بعد أن تخطى سلاح المقاومة الحدود اللبنانية انطلاقاً من تصورنا للاستراتيجية والتي وضعناها أمام الرأي العام لأن الوقت حان كي تكون الدولة هي الناظمة الأساسية والمقررة لاستعمال القوة". وكان سليمان قد قلد الضباط المتخرجين سيوفهم واستعرض مع وزير الدفاع فايز غصن وقائد الجيش العماد جان قهوجي الوحدات المشاركة في احتفال عيد الجيش وهي: موسيقى الجيش، الأعلام والبيارق، الكلية الحربية، معهد التعليم (مدرسة الرتباء)، القوات البحرية، القوات الجوية، الشرطة العسكرية، لواء الحرس الجمهوري، لواء الدعم، اللواء اللوجستي، المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، المديرية العامة للأمن العام، المديرية العامة لأمن الدولة، مديرية الجمارك العامة، فوج المغاوير، فرع مكافحة الإرهاب والتجسس، الفوج المجوقل وفوج مغاوير البحر.