لقاء الوفد السنغافوري

كَشَفَ كبير وزراء سنغافورة للتجارة والصناعة عن أن بلاده بصدد الاستفادة من التجربة السعودية في الاستثمار في أفريقيا لما تتمتع به من موارد خصبة للاستثمار.
وأكّد لي يي شيان، كبير وزراء سنغافورة للتجارة والصناعة: "لدينا رغبة أكيدة في استخدام الخبرات السعودية في الاستثمار في أفريقيا، ونود استخدام شركاتها وشراكاتنا في أكثر من مجال، كما يمكننا توظيف مكاتبنا المنتشرة في أكثر من بلد، حيث إن لدينا مكاتب في أبوظبي ودبي والدوحة، ومكتبين في جدة والرياض".
وأكَّد أن سياسة بلاده الاستثمارية تعتمد في الأساس على التوسع في مجالات الفرص الجديدة، فضلا عن مجالات التجارة والتوسع في الصناعات التحويلية وهندسة النقل والتجميع الإلكتروني، ومنهجة عمليات التمويل والتأمين كذراع ضامنة للاستثمار.
وأعلن شيان "إننا نعتقد أن الدول الأفريقية سوق واعدة ومهمة جدًا، وخصبة من حيث موارد الاستثمار في المجالات كافة، ولدينا رغبة أكيدة في استغلال الفرص المتوافرة، مستفيدين في ذلك من تجربة الاستثمار السعودي هناك".
وأوضح أن "السعودية تعتبر أكبر بلد مؤهل لمساعدتنا في الاستثمار في أفريقيا بحكم الخبرات المتراكمة والتجارب الناجحة التي حققها المستثمرون من المملكة في أكثر من بلد أفريقي"، مشيرًا إلى أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين بمثابة النبراس الذي يمكن أن تهتدي به بلاده في توسعها الاستثماري في أفريقيا.
ونوّه بأن أفريقيا أرض بكر تحتاج إلى أيد عاملة ومهارات كبيرة، مبينًا أن بلاده تتمتع بخبرات تقنية وتكنولوجية يمكن استغلالها من خلال شراكات سعودية، للتوسع في الإنتاج الزراعي والغذائي، لما تتمتع به من أراضٍ خصبة شاسعة ومياه متوافرة، فضلاً عن التعدين والصناعات المتعددة الأخرى، متوقعًا نمو اقتصاده بنسبة 4 في المائة خلال العام الجاري.
من جهة أخرى، أكَّد شيان أن سنغافورة تنفذ شراكة إستراتيجية مع السعودية، ومستعدة لتلبية حاجتها من حيث التقنيات والخبرات والتحوّل إلى الاقتصاد المعرفي، في الوقت الذي تحرص فيه على جعل سنغافورة قاعدة للشركات السعودية لاغتنام فرص جديدة في دول جنوب شرقي آسيا والصين والهند وغيرها من البلاد الآسيوية.
وتَوَقَّع أن تنفذ اتفاقية التجارة الحرة مع دول مجلس التعاون الخليجي بالكامل بحلول عام 2018، مبينًا أن ذلك يأتي في إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية بين سنغافورة والسعودية خاصة والخليج عامة، مشيرًا إلى أن اقتصاد بلاده في مأمن من مشكلات الأزمة المالية العالمية.
ولَفَتَ شيان إلى أن بلاده تمتلك مقومات نجاح الصناعة والاقتصاد والتجارة والاستثمار، مبينًا أن بلاده تنمو بشكل مطرد يتراوح بين 2 و4 في المائة، مع توقعات بارتفاع إجمالي تجارة السلع، بنسبة تتراوح بين 1 و3 في المائة في 2014. وعلى صعيد العلاقات السعودية السنغافورية.
وأكّد شيان أنها تتمتع بطبيعتها الاستراتيجية، مبينًا أن الشهور المقبلة ستشهد مزيدًا من الاستثمارات المشتركة وزيادة التبادل التجاري، مشيرًا إلى تضاعف حجم التجارة الثنائية في العقد الماضي إلى 7.9 مليار دولار.
ولَفَت إلى أن السعودية تحتل المركز رقم 14 في قائمة أكبر شريك تجاري لسنغافورة على مستوى العالم، والمركز الثاني في الشرق الأوسط، وتغطي التجارة الثنائية في الوقت الجاري تصدير النفط الخام من السعودية، مؤكّدًا في الوقت ذاته تشديد وزارته على متابعة تنفيذ اتفاقياتهم المتعلقة بالتجارة الحرة مع الخليج والسعودية، وفق جدول زمني محدد.
وأوضح شيان "من أمثلة الشراكات الممتازة، في أكثر من مجال، بناء وتشغيل الموانئ ومحطات الحاويات، وميناء الملك عبد العزيز في الدمام، وإدارة عمليات مطار الملك فهد الدولي بالدمام، وبناء خزانات النفط، والإسكان والسكك الحديدية والخدمات البيئية وقطاعات المياه والكهرباء".