كشف وزير الداخلية اللبناني مروان شربل، بعد لقائه، الإثنين، برئيس الجمهورية العماد ميشيل سليمان والرئيس المستقيل للحكومة نجيب ميقاتي، في قصر بعبدا، عن أن "موضوع إعلان البقاع منطقة عسكرية لم يطرح بعد"، مشيرًا إلى أن "الرئيس أعطى تعليماته إلى الأجهزة الأمنية، لمتابعة التحقيقات في مجزرة البقاع حتى النهاية، لمعرفة المتورطين وسوقهم إلى العدالة". وقال شربل: إن الرئيس سليمان أشاد بدور العشائر في البقاع الشمالي، التي أبدت صبرًا ووعيًا عاليين، لتفادي وقوع لأية فتنة"، مشيرًا إلى أن "موضوع إعلان البقاع منطقة عسكرية لم يطرح في اللقاء الثلاثي، لأن هذ الأمر يحتاج إلى التئام مجلسي الوزراء والنواب والأمور ليست بهذه الخطورة، لأن الجميع يتعاون مع الأجهزة الأمنية، وأن مختلف الأفرقاء أبدوا حرصهم على عدم وقوع فتنة حقيقية". وفي هذه الأجواء حافظت مناطق البقاع الشمالي على نسبة عالية من الهدوء، بعدما شيعت القرى الشيعية قتلاها الأربعة، الذين سقطوا في كمين مسلح في جرود عرسال، الأحد الماضي. وفي السياق ذاته، أفادت مصادر أمنية لـ "العرب اليوم" بأن "التحقيقات الأولية تشير إلى أن منفذي كمين عرسال كانوا 11 مسلحًا يستقلون سيارتين، فيما تبقى الأسباب والدوافع إلى الجريمة مجهولة". بينما قال مصدر يشرف على التحقيق لـ "العرب اليوم": إن التحقيق يراهن على إفادة شخص نجا من المجزرة الرباعية وهو يخضع للتحقيق ولديه معلومات دقيقة ومهمة ستساهم في تحديد هوية الجناة، مضيفًا أن "لديه معلومات تفصيلية عن هوية بعض المسلحين وأنه يشتبه في أحدهم ولكنه ينتظر بعض المعطيات الإضافية التي سيوفرها التحقيق". واستكمالا لما بدأه الجيش، الأحد من سيّر للدوريات على طول الطريق الدولية الممتدة من بعلبك إلى الهرمل، وأقام حواجز ثابتة خصوصًا عند مفرق اللبوة، بعد أن عزز انتشاره في المنطقة، ولوحظ أن هذه الإجراءات حدّت من المظاهر المسلحة التي كانت انتشرت إثر الجريمة ورافقها تدقيق في الهويات. وكانت المنطقة شهدت اتصالات من الفاعليات لتهدئة الأوضاع، إضافة إلى الحراك السياسي الذي تمثل بزيارة الوزير علي حسن خليل لعائلة أمهز ممثلا الرئيس نبيه بري، وزيارة رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك والسيد إبراهيم أمين السيد والنواب حسين الحاج حسن وحسين الموسوي وعلي المقداد أهالي الضحايا، مشددين على ضرورة ضبط النفس، ومطالبين أهالي عرسال بالمساعدة والتعاون في تقديم مرتكبي الجريمة. أما أهالي الضحايا فأكدوا بأن أهالي عرسال يعرفون القتلة جيدًا، مطالبين بتسليمهم. وكانت عشيرة آل جعفر قد شيّعت علي كرامي جعفر، ومحمد علي أحمد جعفر، اللذين قُتلا أمس الأول وسط غضب شديد، وأفادت مصادر العائلة بأنها "لن تسكت عما حدث، وهي إن عرفت من نفّذ الجريمة لن تنتظر الدولة أو غيرها، لتأخذ بالثأر حتى وإن كان الجاني داخل عرسال". وشيّعت بلدة النبي عثمان، القتيل التركي الذي يقطن المنطقة منذ سنوات علي أغلو الذي قضى بدوره في المكمن، وبعد التشييع أطلق عدد من المسلحين النار على منازل أهالي عرسال الموجودة في المنطقة، كذلك شيعت بلدة اللبوة ابنها شريف أمهز. أما بلدة عرسال فتعيش حالة من الحذر، ويتوخى أبناؤها عدم السير على الطرقات مخافة الوقوع ضحية الأخذ بالثأر، رغم إصدارها بيانًا فور وقوع الجريمة نفت فيه مسؤولياتها عن الحادثة.