"طالبان" أفغانستان

أكدت "طالبان" أفغانستان وقوف قادتها الميدانيين والعلماء ومجلس القيادة العليا خلف انتخاب الملا أختر منصور أميرًا جديدًا للحركة، على الرغم من ما بثته وسائل إعلامية باكستانية عن وجود انشقاق داخل الحركة حول خلافة الملا محمد عمر.
 
ونشر موقع "الإمارة الإسلامية"، الذي يعتبر الموقع الرسمي لـ "طالبان"، موافقة مجلس الشورى العالي والعلماء وقادة الجبهات والحكام المعيّنين على الولايات ومبايعتهم ملا أختر منصور أميرًا جديدًا خلفًا للملا عمر الذي أعلنت وفاته قبل أيام، مع اختلاف في توقيتها.
 
وأكد الموقع أن الملا منصور فصّل في تأبين أحد العلماء الأفغان في حضور قادة مجلس الشورى العالي وقادة ميدانيين وعلماء من ولايات أفغانية، الظروف التي مرت بها الحركة وقيادتها وأسباب عدم إعلان وفاة الملا محمد عمر على الملأ.
 
ونشرت "طالبان" تسجيلًا صوتيًا للملا منصور مدته 33 دقيقة تحدث فيه عن الحركة والأوضاع الحالية، وعن انتخابه أميرًا جديدًا للحركة، داعيًا إلى وحدة الصف والمحافظة عليه والاستمرار على نهج الملا عمر الداعي إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في أفغانستان.
 
وتطرّق إلى المحادثات مع حكومة كابول من دون أن يؤيّد إجراءها، مشددًا على أنه شخصيًا والحركة ملتزمان بمبدأ تطبيق الشريعة ولن يتراجعا عنه تحت أي ظرف.
 
ويوحي حديث الملا منصور عن الوحدة وضرورة التماسك بوجود تباين في الرأي في قيادات "طالبان" حول انتخابه.
 
ونقلت وسائل إعلام باكستانية عمن سمتهم قياديين في الحركة من دون أن تفصح عنهم، وجود خلاف في القيادة حول اختيار الملا منصور، وأشارت إلى أن قيادات ستمهله فترة كي يتنازل عن منصبه أو ستنتخب بديلاً عنه، فيما تحدث آخرون عن عدم حضور أعضاء "شورى طالبان" جميعهم انتخابه أميرًا.
 
وأوردت صحف باكستانية ما اعتبرته رسالة من عائلة الملا عمر، تطالب فيها قيادات "طالبان" بالوحدة وانتخاب أمير بالإجماع، وأنها ستؤيد من تجمع عليه قيادات الحركة وعلماؤها.
 
وزادت الحملة الإعلامية المناوئة لـ "طالبان" والتشكيك في كيفية وفاة الملا عمر، من دون وجود أي دليل قطعي على رواية الحكومة الأفغانية بأنه توفي في أحد مستشفيات مدينة كراتشي الباكستانية، أو إعلان الحركة في بيان أنه توفي إثر نوبة قلبية في ولاية هلمند جنوب أفغانستان، وأنه لم يدخل باكستان منذ تأسيس «طالبان» إلى يوم وفاته.
 
وتواجه "طالبان" أزمة كبيرة بعد وفاة الملا عمر في المحافظة على صفوفها ووحدتها، في حال لن يحظى أي قائد جديد بالإجماع والقبول اللذين حظي بهما أميرها السابق منذ إنشائه الحركة وقيادتها في قندهار عام 1994.
 
ونفت "طالبان" ما أشيع عن وفاة والد سراج الدين حقاني نائب قائد طالبان الجديد، والقائد الجهادي المعروف المولوي جلال الدين حقاني.