تعود لجنة التواصل النيابية اللبنانية إلى الاجتماع، ظهر الإثنين، برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري، في وقت ما زالت فيه المساعي جارية للتوافق على قانون للانتخاب وسط حديث عن مصاعب تعيق إلى حد بعيد الخطوات نحو التوافق المنشود، وهو أمر انعكس على ولادة الحكومة الجديدة، فأكدت مصادر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام عدم إمكان تشكيل حكومة في هذا الأسبوع. وتحدثت مصادر واسعة الاطلاع إلى "العرب اليوم" عن ضغوط دبلوماسية ودولية لمواكبة الاتصالات الجارية دعمًا للوصول الى قانون انتخاب جديد، في وقت انتقل فيه البحث جديًا من عملية توليد القانون إلى تمديد ولاية المجلس لفترة تقنية لا تتجاوز ستة أشهر كحد أقصى، وأربعة أشهر كحد أدنى، منعًا لأي تفسير باستبعاد الوصول إلى قانون انتخاب جديد، واعتبار أن ما يزيد على هذه الفترة سيتحول تمديدًا لولاية المجلس، وقطع الطريق على القانون الجديد، وعملية إجراء الإنتخابات نهائيًا. تزامنًا حذرت النائب ستريدا جعجع من "عواقب عدم انعقاد الهيئة العامة لمجلس النواب"، محملة المسؤولية لنواب تكتل "التغيير والإصلاح" الذي يرأسه العماد ميشال عون، الذين يكونون بذلك قد أخلوا بوعودهم لجهة الالتزام بتأمين قانون انتخاب جديد يكفل أفضل تمثيل للمسيحيين. ولفتت في بيان صادر عن مكتبها الإعلامي إلى أن عدم انعقاد الجلسة يقود إلى خيارين اثنين، إما الإبقاء على قانون الستين، وفي هذه الحالة يكونون قد حرموا المسيحيين من 54 نائبًا يؤمنهم لهم القانون المختلط بدلاً من 35 الذين يؤمنهم قانون الستين، وإما التمديد للمجلس النيابي مخالفين الإرادة الشعبية والأصول الديموقراطية. ودعت جعجع نواب التكتل إلى عدم زج لبنان في أي من الخيارين الأسوأ في هذه الظروف، أي التمديد وقانون الستين، وحملتهم "مسؤولية تاريخية ووطنية وضميرية بعدم إتاحة الفرصة لإقرار قانون جديد يمثل الخيار الأفضل في صحة التمثيل. ففي الملف الحكومي أكد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام على دقة المرحلة في هذه الظروف، ووجوب متابعة ما ستسفر عنه جهود النواب في الأيام المقبلة، لافتًا إلى أن أية خطوات يجب أن تكون مدروسة فلا تؤدي إلى نتائج ناقصة. وقالت مصادره لـ "العرب اليوم": إن سلام سيلتقي رئيس الجمهورية فور الانتهاء من الورشة النيابية في ساحة النجمة، وهو لن يقدم على أية خطوة من دون التنسيق مع رئيس الجمهورية. واستقبل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام في دارته في المصيطبة، وكعادته كل أحد، وفودًا شعبية وشخصيات سياسية وقضائية وعسكرية وحقوقية وإعلامية، وعددا من المختارين من مختلف المناطق اللبنانية، وتم عرض لمجمل الأوضاع والتطورات. واستفسر الزوار من الرئيس سلام عن مجريات الأمور والتطورات، حيث أكد لهم دقة المرحلة في هذه الظروف، ووجوب متابعة ما ستسفر عنه جهود النواب في الأيام المقبلة.