اعتبر وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس، قرار غلق الحدود من طرف السلطات الجزائرية مع مالي، "مساهمة فعالة في القضاء على الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقي". وقال فابيوس إأن "الجزائر بإقدامها على غلق الحدود فهي تساعد في عملية القضاء على الجماعات الإرهابية"، واصفًا العلاقات القائمة بين الجزائر وفرنسا بـ"الممتازة والوطيدة"، مؤكدًا عزم فرنسا على مواصلة العمل بروح "الحقيقة والأخوة" في ظل علاقات تتسم بالثقة المتبادلة. وأكد وزير الخارجية الفرنسية، في رده على أسئلة الجمعية الوطنية، أن "هذه المساعي تعود إلى سنوات طويلة، واتضحت ملامحهما من خلال أول زيارة دولة قام بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى الجزائر، وأن الأجواء السائدة في إطار العمل بين فرنسا والجزائر تمضي قدمًا، وهذه هي الروح التي نود مواصلة العمل في إطارها، وأن شرائح معتبرة من المجتمع الجزائري تطلب المجيء إلى فرنسا، وفي المقابل هناك فرنسيون يودون الذهاب إلى الجزائر، وهو ما يتطلب دراسة مسبقة وتم تكليف لجنة ثنائية تعمل في هذا الإطار"، معربًا عن تفاؤله بنتائجها المستقبلية. وفي ما يتعلق بالمسائل الاقتصادية القائمة بين البلدين، أوضح لوران أن إطلاق مشروع "رونو" في الجزائر يعتبر "إنجازًا كبيرًا وشراكة معتبرة"، وأن كبرى الشركات في الاستثمار تنوي العمل في الجزائر، مما استدعى تمديد الرئيس هولاند لمهمة جان بيار رافاران لتطوير العلاقات بين البلدين. وعن الموقف الذي تود السلطات الجزائرية تبنِّيه على المستوى العسكري، رد فابيوس على النواب "إن الجواب يعود إلى الجزائر بطبيعة الحال، وأريد الإلحاح على مدى مثالية سلوك الجزائريين في نزاع مالي، فهم أنفسهم قد تضرّروا ضررًا بليغًا من الإرهاب وهم يدركون معنى ذلك، وبإغلاقهم الحدود كما فعلوا، وباتخاذهم سلسلة من الإجراءات، يساعدون على الانتصار على المجموعات الإرهابية في مالي".